هذا النجاح الذي حققه الفيلم بسبب مشاركة ليلى مراد, دفع الموسيقار الكبير إلى التفكير بمشاركتها معه في فيلم آخر, وعندما قرر القيام ببطولة فيلم (يوم سعيد) عام ,1940 عرض عليها أن تشاركه بطولة الفيلم, لكن ليلى مراد اشترطت أن تحصل على مبلغ ألف جنيه ورفض عبد الوهاب بالثلاثة, واختار لمشاركته الفيلم إلهام حسين, لكن عينه ظلت على ليلى مراد فطلبها من جديد لتقاسمه بطولة (لست ملاكاً) عام .1946
وأبدى استعداده الكامل لدفع الألف جنيه التي طلبتها في المرة السابقة, لكن المفاجأة أن ليلى مراد طلبت هذه المرة ثلاثة آلاف جنيه, فذهل عبد الوهاب, وطبعاً رفض طلبها, وأسند الدور للمطربة نور الهدى.
مع ذلك لم تخرج ليلى مراد من دائرة تفكيره وعندما قرر إنتاج فيلم جديد, قرر أن تقوم ليلى مراد ببطولته, وقرر أن يدفع لها أجراً قدره خمسة آلاف جنيه, أي بزيادة ألفي جنيه عن المبلغ الذي طلبته في آخر مرة, وبذلك لا يترك لها مجالاً لطلب المزيد, إلا أن المفاجأة الكبرى كانت بانتظاره, فقد طلبت عشرة آلاف جنيه.
ويبدو أن المفاجأة كانت أكبر من قدرة عبد الوهاب على تمالك هدوئه, فخرج من عندها وهو يكلم نفسه:
- قال إيه.. عشرة آلاف جنيه.
وشاهده أنور وجدي - زوج ليلى مراد - يكلم نفسه فقال له:
- أنت بتكلم روحك يا أستاذ عبد الوهاب.
فأجابه عبد الوهاب:
- والله اللي سمعته من ليلى هانم يخلي الواحد يكلم روحه.
وقص عبد الوهاب لأنور وجدي ما حدث بينه وبين ليلى مراد, وبعقليته التجارية استوعب أنور وجدي الموضوع وعرض على عبد الوهاب مشاركته بإنتاج الفيلم, لأنه كان يضمن نجاحه, فوافق عبد الوهاب على إنتاج الفيلم الذي ستقوم ببطولته ليلى مراد, لكنه وضع شرطاً واحداً, هو أن يشارك ليلى مراد في بطولة الفيلم نجيب الريحاني وليس أنور وجدي, فوافق الأخير على طلب الموسيقار.
وكان فيلم (غزل البنات) الذي وضع محمد عبد الوهاب كل ألحانه ونجح الفيلم, وكان قمة من قمم ليلى مراد السينمائية, وحقق أرباحاً كبيرة, بلغت أضعاف المبلغ الذي تقاضته ليلى مراد وهو عشرة آلاف جنيه, وكانت المرة الوحيدة التي تشارك فيها مطربة أو ممثلة في فيلم من إنتاج عبد الوهاب أكثر من مرة, بينما الأخريات وهن رجاء عبد, نجاة علي إلهام حسين, راقية ابراهيم, نور الهدى, شاركت كل واحدة منهن بفيلم واحد فقط.