وفي مقهى البرازيل, وفي مطعم (اللاتيرنا) الذي كان لشقيقه الصديق العزيز الراحل برهان قصاب حسن.
وقد نثر الأستاذ نجاة نوادره وفكاهاته وأشعاره الضاحكة حتى في كتبه وخاصة (حديث دمشقي) و (جيل الشجاعة) و (الحبة والسنابل).
و في الكتاب الأخير أفرد حيزاً خاصاً للشعر الفكاهي أو الكاريكاتوري كما كان يسميه.
من ذلك مثلاً,أنه قام مرة مع الدكتور سامي الدروبي, وهو وزير وديبلوماسي من أفضل من ترجموا أعمالاً أدبية وفلسفية هامة عن اللغة الفرنسية, بزيارة الشاعر الكبير سليمان العيسى, فكتب نجاة على رقعة حين لم يجده:
ترك السلام بلا حرارة من جاء صبحاً في زيارة
قلنا دوامك في الظهيرة حين يأوي الكل داره
جئنا نغازل رفدكم والحر تكفيه الإشارة
يا تارك الشعر الجميل إلى سخافات الإدارة
هل أنت ياخدن الصبا (خرج) المكاتب والوزارة?
سامي الدروبي والنجاة يودعان ... بلا حرارة!
يقول نجاة قصاب حسن: إن سليمان العيسى بعث رقعة عند الظهيرة يقول فيها:
أتظنني خلف المكاتب بين أروقة الوزارة
نغماً تجرد من جناحيه ليقبع في محارة
ارم السحاب بمقلتيك وطر على زند استعارة
لا بد تلقاني على أفق الضياع بلا منارة
أما أحباي القدامى, يفتدى الكرم العصارة
فهمو بأهدابي رؤى خضرا مخلدة النضارة
عودوا فلا عتب إذا ملأت طريقكم المرارة
عودوا فلم تدع الثلوج السود بعضاً من حرارة