تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما ربط بيكاسو فرشاته بذيل حمار

استراحة الأسبوع
الجمعة 21/11/2008
بيكاسو, الفنان العالمي المشهور, كان يقول إنه أمضى 30 سنة من عمره يتمرن حتى تعلم الرسم كما يرسم الأطفال,

ولكن بيكاسو قبل وفاته ترك اعتذارا يقول فيه: كان الأثرياء الجدد, بعد الحرب العالمية الثانية, هم الذين يتحكمون بالذوق الفني وهم جمهور الفن, ولم يكن هؤلاء يتمتعون بأي حس جمالي, كل ماهنالك هو أنهم يمتلكون المال, ويدفعون مبالغ باهظة ثمناً للوحة التي تعجبهم, ولاحظت أن هؤلاء يميلون لكل ماهو غريب وغير مألوف, فبدأت أرسم كما يريدون, وكلما تماديت بالجرأة كلما ازداد إقبالهم على لوحاتي, وارتفعت أثمانها.‏‏

وبيكاسو هو الذي ربط ذات يوم, فرشاة الرسم بذيل حمار, ووضع قطعة من القماش وراء الحمار, ثم بدأ ينخزه بين الحين والآخر, فتنغمس الفرشاة بالألوان, وعندما يرتفع الذنب يطرش اللون على اللوحة. وفي اليوم التالي وقع بيكاسو اللوحة فاشتراها أحد الأثرياء بمبلغ خيالي.‏‏

ويروي أحد الفنانين التقليديين إنه كان يسير مع ثلاثة من النقاد, ومروا أمام اتيلييه وشاهدوا أمامها قطعة من الخشب بدت وكأن أوراقا ملونة بشكل عشوائي الصقت فوقها, ثم جرى نزعها بشكل عشوائي أيضا, فوقف النقاد الثلاثة يتأملون ويفلسفون ما يرون, فقال أحدهم بانبهار:هذه اللوحة تمثل عبثية الحياة, كل شيء لاشيء, مجرد بقع لونية ممزقة.‏‏

وعندما كان الثاني والثالث يتحدثان عن (الضياع الاستراتيجي في دهاليز العقم المستمد من كينونة الأشياء), وعن أشياء أخرى توحي لها اللوحة, جاء أحد العمال وطرش اللوحة بالصمغ وألصق إعلاناً سينمائياً, وتبين أن الانبهار الذي أحس به النقاد الكبار هو إعلان سينمائي نزعه العامل ليستبدله بإعلان جديد.‏‏

وفي الولايات المتحدة الآن طفلة في العاشرة من العمر اسمها الكسندرا نيتيشا, من أصل روماني, ترسم وتبيع لوحاتها بعشرات الآلاف من الدولارات, وقد وقعت إحدى الشركات عقد احتكار معها لمدة أربع سنوات, وأطلقت الصحف عليها لقب الكسندرا بيكاسو. والكسندرا ترسم كما يرسم الأطفال, بطريقة تجريدية, فالرؤوس بالنسبة لها كرات مدورة, والعينان تبتلعان نصف الرأس, واليد تنتهي بأصابع قد يصل طولها إلى طول الساعد, والأصابع غير متناسقة, فالأطفال لم يصلوا إلى المرحلة التي يكتشفون فيها حقيقة مهمة من حقائق الحياة هي التناسب ولذلك يطلقون العنان لخيالهم.والكسندرا ترسم, ورسوماتها تثير الإحساس بالانبهار لدى النقاد من محدثي الثقافة الذين يذكروننا بالنقاد الذين وقفوا مبهورين أمام إعلان سينمائي ممزق.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية