وتعدَّدت مدارس ألعاب (ووشو) الصينية, ولخصت تجاربها في كتب من أشهرها كتاب (الخبرة الجديدة) كتبه الجنرال تشي جي كوانغ (1528 - 1587م) عند طرد الغزاة اليابانيين في عهد أسرة مينغ.
وخلال مختلف حقب التاريخ ظهر الكثير من أبناء الشعب ذوي الهمة العالية والأخلاق الحميدة الذين قاوموا الاستعمار بكافة صوره, وسجلوا ملاحم رائعة في سبيل ذلك, وقد وضع معبد (شاولين) في الزمن القديم نظاماًللانضباط بعنوان (المحظورات العشرة) الذي ينص على أن هدف ألعاب (الووشو) تقوية البنية, ولا يحق لممارس إلا الدفاع عن النفس, وغير مسموح العدوان على الآخرين بأي حال, ومن يخالف ذلك يتعرض للعقاب, وكان المتدربون يتقدمون للدفاع عن الوطن في حالة حدوث عدوان.
وظهر في التاريخ الصيني عدد كبير من أبناء الشعب الذين سجَّلوا مآثر عظيمة في مقاومة الأعداء بالاستفادة من مهارتهم في فنون (الووشو), ومن أشهر تلك القصص عام 1860م حيث نزل 18 ألف جندي إنجليزي وفرنسي إلى أرض الصين, واقتحموا مدينة بكين, واستسلمت لهم حكومة أسرة تشينغ التي كانت تحكم البلاد في تلك الفترة, إلا أن أبناء الشعب قرروا المقاومة, ومن أقوى النماذج ما حدث في قرية (شيت شوانغ) في ضاحية بكين; حيث كان معظم السكان من الصيادين المهرة في ألعاب (الووشو), وبعد أن صدّوا الهجوم الأول للعدو الذي قام بزيادة قواته, برزت (فنغ وان تشن) وهي فتاة في التاسعة عشرة من عمرها, تجيد ألعاب (الووشو) واقترحت التلاحم في العدو, فاجتمع كافة الشباب الماهرين في ألعاب (الووشو) في القرية, وارتدوا ملابس سوداء, واختبؤوا في الغابة على بعد كيلومترين من القرية, وحدث اشتباك مع العدو الذي لم يستطع استخدام المدافع والأسلحة في القتال المتلاحم رجلاً لرجل, ففرَّ عاجزاً تاركاً عدداً كبيراً من القتلى.