ويتحدث الناس عن عبقرياتهم بما يشبه الانبهار, في حين لم يكونوا عباقرة على الإطلاق, وإنما مجرد لصوص سطوا على عبقريات غيرهم, ونسبوها لأنفسهم, وبدوا أمام الناس في جلود غير جلودهم..
وفي مقدمة هؤلاء اليهودي صموئيل مورس الذي يشاع أنه اخترع التلغراف, ووضع إشارة مورس الكودية التي تحمل اسمه, بينما يقول المؤرخون إن مورس لا علاقة له بالأمر, وإن مخترع الجهاز الذي فتح للعالم عصر اللاسلكي هو مساعده (ألفريد بيل).
وقد اشترى مورس سكوته بتعيينه في منصب إداري كبير في إحدى شركات الاتصالات, وعندما حاول مورس تسجيل براءة اختراعه في أوروبا اكتشف أن الأوروبيين سبقوه بسنوات, وأن السير تشارلز ويستون وشريكه ويليام كوك يمتلكان شبكة للتلغراف في لندن منذ عام 1840.
ويقول المؤرخون إن تشارلز ويستون ساهم في تطوير الفونوغراف الذي يعتقد الناس أن اديسون هو الذي اكتشفه عام 1877 بينما الواقع هو: أن هذا الجهاز من اختراع شخص يدعى ليون سكوت دو ماريتفيل, وأن اديسون استغل علاقته مع مكتب براءة الاختراعات, وسجل الاختراع باسمه, من دون أن يتمكن دو ماريتفيل من فعل أي شيء. بل إن أديسون لم يخترع المصباح الكهربائي الذي أدى إلى ولادة ما يسمى عصر الكهرباء. إذ إن المصباح من اختراع شخص بريطاني يدعى جوزيف سوان, وقد توصل إليه عام 1878 ومرة ثانية تحايل اديسون عليه وسجل الاختراع باسمه.
وحكاية العباقرة الذين يسرقون جهود مساعديهم لا تنتهي, ومن ذلك ما فعله ألكسندر جراهام بيل, الذي يشاع انه اخترع الهاتف الذي فتح أمام العالم ما يعرف اليوم بثورة الاتصالات, فالمخترع الحقيقي للهاتف هو أ. جراي مساعد بيل, ويقول المؤرخون إن بيل كان يسعى في مختبره إلى تطوير جهاز كهربائي للصم, وتشاء الصدف أن يسكب زجاجة من الأسيد دون قصد منه على الجهاز الكهربائي, فنادى على مساعده جراي, فسمع جراي صوت جراهام بيل عبر قطعة من المعدن موصولة بمغناطيس مثبت بشريط إلى زجاجة الأسيد التي سكبها بيل, وفي الأسابيع التالية, ابتكر جراي الهاتف واطلع بيل عليه, فسبقه هذا إلى تسجيله باسمه, واستخدم نفس الجهاز الذي صنعه المساعد في ذلك.