وسمي التقويم الروماني بهذا الاسم نسبة إلى روما, لأنهم اعتمدوا تأسيس مدينة روما بداية لتقويمهم, وقد جعلوا العام عشرة أشهر في البداية وعدل عددها عدة مرات كما عدل عدد أيام الأشهر حتى استقر في القرن السادس عشر على ما نحن عليه, ليكون الشهر الحادي عشر وليحتفظ باسمه القديم (الشهر التاسع).
ويقابل الشهر الحادي عشر في التقويم السرياني شهر تشرين الثاني, ويعني الثاني, وأطلق عليه في السريانية (تشري حراي) أي الخريف اللاحق.
ويطلق على الشهر الحادي عشر في التقويم القبطي (أبيت) وفي التقويم القمري الآسيوي (هواغ) , وكان يسمى عند العرب القدماء رنة ملحان, وتم تعديل التسمية في الجاهلية إلى ذي القعدة وقيل في السبب أن العرب كانوا يقعدون فيه عن الأسفار, وقيل بسبب قعودهم عن القتال لأنه من الأشهر الحرم.
ويعرف تشرين ثاني عند عرب البوادي ب (قران 15) لاقتران القمر بالزهرة في بدايته, حيث كانوا يفتقرون للكتابة وتسجيل بداية الفصول الثابتة, كما يعرف بآخر صفر لذلك سمي عند البدو شهر (الصفري).
وعند علماء الفلك يظهر في تشرين الثاني (مجموعة الإكليل) المسماة في الإنكليزية (كرافايس), وتتكون من ثلاثة نجوم تمثل رأس العقرب ورمزها وهي بتا ودلتا وباي من العقرب, وطلوعها في الثالث عشر من تشرن ثاني وسقوطها في الثالث عشر من أيار, وهي غالبا بداية فترة البرد التدريجي ليشتد في الأربعينية, وسقوط مجموعة الإكليل يعني بداية فترة الحر التدريجي الذي يشتد في أربعينية فصل الصيف, وقال فيه أصحاب الأمثال : إذا طلع الإكليل هاجت الفحول, وشمرت الذيول, وتخوفت السيول.
ويستنبط المنجمون من يوم العشرين من تشرين الثاني الدلالة على المطر اعتماداً على حال كوكب الزهرة في شروقه وغروبه, واختلطت أمثال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني مع بعضهما وصيغت الأمثال تحت اسم تشرين أو تشارين, وما يحدد تطابق المثل على الشهر في بعض الأحيان هو مدى تطابق المثل على أرض الواقع.
فمثلا كان يفترض أن نعيش الآن أجواء البرد والمطر وفي مثل هذه الأيام كان المطر يعم أرجاء البلاد, ولكن التغيرات المناخية في العالم بعقل تخريب الإنسان للطبيعة جعل التوقعات والحسابات القديمة مجرد أمثال فلكلورية نتغنى بها دون أن نلمسها على صعيد الواقع.