أما المشاريع والإنجازات التي تشهد التحول الكبير فإنها تحتاج إلى كتب لحصرها, لكننا سنحاول هنا أن نوجز أهمها وأهم ملامحها..
تم توقيع عقد اتفاق بناء سد الفرات مع (الاتحاد السوفييتي) في عام 1966, وبدأ الحلم الجماهيري يتحول إلى عمل فعلي في عام 1968, ومنذ عام 1970 منحه السيد الرئيس الكثير من زياراته ووقته, واعتبره بحق مأثرة قومية تحققها سورية, فتم بحضوره تحويل مجرى نهر الفرات في عام 1973, ثم دشن السيد الرئيس سد الفرات العظيم بتاريخ 8 آذار 1978.
بقيام السد تكونت بحيرة الأسد التي يبلغ طولها 80 كم, وطول محيطها 200كم ومتوسط عرضها 8كم, وتقدر طاقتها التخزينية للمياه ب14 مليار م3 وهي ثروة مائية هائلة لري الأراضي ولتنمية الثروة السمكية, ولخلق بيئة سياحية تساهم في إنعاش المنطقة, ولم نتوقف عند سد الفرات بل لم نلبث أن أقمنا سدي البعث التنظيمي وتشرين وتهدف تلك السدود إلى ري مساحات واسعة من الأراضي, وتوليد طاقة كهربائية, وتنظيم مجرى النهر ودرء الفيضان , وإعداد الفنيين والكوادر المختصة في مختلف المجالات الإنشائية, وتوفير حياة الاستقرار لمليون إنسان من خلال المشاريع المستصلحة.
وكان الهدف من سد الفرات إرواء أكثر من 640 ألف هكتار, وأول مشروع بوشر بتنفيذه كان في عام 1970 وهو المشروع الرائد, وقد أقيم على 24 ألف هكتار, حيث بنيت القرى النموذجية في المشروع, وتنوعت المحاصيل المزروعة.
ثم جاء مشروع بير الهشم على مساحة عشرين ألف هكتار, ثم مشروع حوض الفرات الأوسط ومساحته الإجمالية 27 ألف هكتار, المروية منها 18 ألف هكتار, ثم واصلت المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي تنفيذ مشاريعها ومنها: مشاريع مسكنة شرق ومشاريع استصلاح حوض البليخ المتعددة.
وقد تمكنت المؤسسة العامة من إصلاح أكثر من مئتي ألف هكتار في محافظات: حلب, الرقة, دير الزور, منها مئة ألف هكتار في الرقة, وهذا وحده يؤكد ضخامة ما تم إنجازه في هذا المجال في محافظة الرقة, علماً أن مشاريع الاستصلاح ما زالت أهم المشاريع التنموية التي تقام في المحافظة, وتساهم في استقرارها واستقرار أبنائها, وخلق فرص عمل لهم.
ومنذ تم تحويل مجرى النهر في عام 1973 حدد القائد الخالد حافظ الأسد الهدف الأساسي من سد الفرات بقوله: (إن الغاية من المشروع ليست فقط التغيير الذي نراه على سطح الأرض, إنما الغاية هي التغير الأهم في المجتمع ونمط الحياة).
وكذلك فقد كان تحول نمط العلاقات الزراعية, وأساليب الإنتاج الزراعي, وزاد زيادة كبيرة, عدد المهندسين الزراعيين والفنيين في جميع مجالات الزراعة, وجرى الاهتمام بتنويع المحاصيل, واستخدام الآليات الحديثة في حراثة الأرض, وبذرها وحصادها, كما جرى الاهتمام بتربية الثروة الحيوانية لتحصينها ضد الأمراض, وزيادة أعدادها وانتقاء سلالاتها وتحسين تلك السلالات.
كذلك فإن من أهم الصناعات التي قامت في الرقة تلك التي تعتمد على المحاصيل الزراعية وأهمها:
- معمل السكر الذي شيد عام 1978, وطاقته الإنتاجية نحو 3000 طن يومياً.
- مطحنة الرشيد التي تنتج أنواعاً متعددة من الدقيق,وقد تأسست في عام 1981, وطاقتها اليومية 250 طناً.
- مركز تجفيف الذرة الصفراء: الذي تأسس عام 1983 وتبلغ طاقته التجفيفية نحو 2800 طن يومياً, والطاقة التخزينية نحو مئة ألف طن, ويعتبر من أكثر مراكز تجفيف الذرة الصفراء في الشرق الأوسط من حيث الطاقتين التجفيفية والتخزينية.
- محلج القطن تم تركيبه في عام 2003, وباشر بالإنتاج في عام 2004, وطاقته السنوية 180 ألف طن, وهو من أحدث المحالج في منطقة الشرق الأوسط, ويتألف المعمل من صالتي حلج, الصالة الأولى بدولابين والثانية بثلاثة دواليب.
ما عددناه يقع كله في القطاع الزراعي, ولم نتوقف إلا عند المشاريع التي شكلت علامة فارقة, أو أشارت إلى تحول كبير, ولم نذكر شيئاً من التفاصيل التي يعجز اللسان عن ذكرها, علماً أننا اكتفينا بمجال إنتاجي واحد, ولم نتطرق إلى المجالات الأخرى في التجارة والصناعة والخدمات وتفاصيلها, وما تم فيها من تطورات وإنجازات, في مجال الصرف الصحي والمياه والكهرباء والهاتف والمدارس, وتنظيم المخططات السكنية وغير ذلك.