وقد كان لسورية الدور الاهم في قيام مثل هذه المنطقة من خلال اصرار القائد الخالد حافظ الأسد في اجتماع قمة القاهرة عام 1996 الذي اصدر القرار بالاسراع بإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
كما كان لسورية ايضا دور كبير في المفاوضات التي ادت الى الاعلان عن البرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتحرير التجارة العربية العربية الامر الذي ادى الى فتح الاسواق العربية على بعضها البعض ووضع اللبنة الاولى وحجر الزواية والاساس العملي والواقعي لمسيرة التكامل الاقتصادي العربي ولعبت سورية الدور الابرز في تحرير تجارة الخدمات من خلال القرار الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي المنعقد في دمشق عام 2000 والذي اطلق الشرارة الاولى لتحرير تجارة الخدمات وصياغة الاتفاقية الاطار لتحرير تجارة الخدمات ما بين الدول العربية.
ان جهد سورية المتواصل في جامعة الدول العربية المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمنظمات التي تعمل تحت مظلتها ينبع من الفكر القومي لكل المؤسسات الاقتصادية في سورية والتي في قناعتها ان الطريق الصحيح للتنمية الاقتصادية العربية تأتي عبر اقامة التكتل الاقتصادي العربي في ظل سيطرة التكتلات الاقتصادية العملاقة وآليات النظام التجاري العالمي الجديد, لتستطيع الدول العربية وهذا التكتل الاقتصادي العربي ان يجد له موقعاً في العالم, فمنذ قيام المنطقة حرصت سورية على تطبيق احكام تحرير التجارة العربية الواردة في البرنامج التنفيذي تطبيقاً كاملاً وذلك بناء على التوجيهات الصادرة من اعلى المستويات في سورية.
وتم التركيز خلال هذه الفترة على زيادة التعاون وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع كافة الدول العربية بشكل حمائي وفي اطار جامعة الدول العربية.
كما قامت سورية باشراك القطاع الخاص ورجال الاعمال واتحادات غرف التجارة والصناعة في كافة الاجتماعات الثنائية والجماعية بهدف تعزيز موقعه وتقويته حتى يكون له الدور الابرز في زيادة التجارة العربية البينية .
وكما كان لتحرير التجارة الخارجية مع الدول العربية دور كبير في رفع كفاءة الانتاج وتحسين جودته وزيادة حجم الصادرات الى الاسواق العربية.
ويأتي ذلك كله من خلال التوجهات الصادرة بتعزيز العمل العربي المشترك على المستوى القومي وتقديم المصلحة القومية على المصلحة القطرية الامر الذي سينعكس ايجابياً على التنمية الاقتصادية في سورية والدول العربية بالاضافة الى ان التكامل الاقتصادي العربي سيكون الحصن الذي ستلجأ اليه الاقتصادات العربية عند حدوث أزمات اقتصادية قطرية, وانطلاقاً من هذا المفهوم للعمل الاقتصادي العربي المشترك والسعي للانتقال الى مراحل اكثر تطوراً سعت سورية في جامعة الدول العربية لاقرار الانتقال الى الاتحاد الجمركي العربي وقد ساهمت في اصدار قرار عن القادة العرب في قمة السعودية وقمة دمشق وخاصة بعد ان تم التطبيق الكامل لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى .
وقد سعت سورية وبالتنسيق مع الدول العربية الاخرى لتعديل بعض الانظمة في جامعة الدول العربية لتخدم المراحل الجديدة من التكامل الاقتصادي العربي فكان تعديل النظام الداخلي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي وآليات التصويت والحضور واتخاذ القرار وكان لها الدور الاكبر في عملها في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية وفي احداث بعض المنظمات العربية وعلى وجه الخصوص الاكاديمية العربية للاعمال الالكترونية التي استضافتها سورية بالاضافة الى ضم الكثير من الاتحادات العربية النوعية المتخصصة التي تعمل في مجال الاستثمار والتجارة والنقل وحماية البيئة وحماية الملكية الفكرية واحداث مكاتب اقليمية او مقرات رئيسية لها في دمشق وذلك بهدف زيادة حجم التعاون العربي والتجارة العربية البينية.
وبذلك فقد اثمرت جهود سورية خلال العقدين الماضيين عن قيام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والبدء بتحرير تجارة الخدمات وفي المفاوضات للوصول للاتحاد الجمركي العربي وانشاء الكثير من المنظمات في اطار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية.