بطول 3 كم يصل بين الحدود السورية اللبنانية في منطقة وادي الأعوج يستعمل من أجل تهريب مادة المازوت .حيث يملأ المهربون من الجانب السوري الخزان الموجود على أطراف الحدود في منطقة وعرة جداً وهذا الخزان موصول بالخرطوم الى خزان آخر في أسفل الوادي ضمن الأراضي اللبنانية, صحيح أن الصدفة المحضة ساعدت عناصر الجمارك إلا أن الشيء المطمئن أن هؤلاء العناصر من خلال تشديدهم ومراقبتهم المستمرة ومتابعتهم استطاعوا أن يمنعوا تهريب المازوت بالطرق التقليدية, الأمر الذي دفع بالمهربين الى ابتكار طرق أخرى أكثر براعة من أجل التهريب?!
عندما وصلنا الى منطقة جديدة يابوس الحدودية لم نكن نتوقع أن الأمر بهذه الصعوبة .. حيث أقلتنا سيارة شفر للجمارك ومشينا بالجبل ما يقارب عشرين كيلو متراً في طريق وعرة يصعب على الآلية المرور بها.. بعد أن اقتربنا من المنطقة كان لا بد من المشي على الأقدام في الوادي الوعر حوالي ثلاثة كيلو مترات من مكان وجود الخزان السوري (مخبأ سري)..?!
المقدم مشهور حسن رئيس ضابطة جمارك الزبداني الذي رافقنا بالجولة قال: لم نعتد على أساليب كهذه في التهريب .. فنحن نعرف أن المهربين يستعملون الجرارات والبغال أو خزانات إضافية بالسيارات.. مضيفاً إنه منذ نحو ثلاثة أيام بينما أقوم مع دورية بجولة تفقدية على السواتر الحدودية لأطلع على المنطقة من كثب كوني جديداً في مهمتي لاحظت أن هناك تركساً لبنانياً في أسفل وادي الأعوج يقوم بإزالة الساتر السوري ليسمح للجرارت المحملة بالمازوت بالدخول الى الأرض اللبنانية وعندما تقدمنا باتجاهه لاحظنا وجود خزانات على الطريق اللبناني ما أثار الشك لدي وعندما وصلنا الى الخزانات لاحظنا أن هذه الخزانات موصولة بخرطوم باتجاه الجبل فتابعنا الخرطوم الى أن وصلنا الى الخزان السوري.. وعلى الفور قامت عناصر الضابطة الجمركية بتخريب الخرطوم والخزانات ومراقبة المنطقة على مدار الساعة وأكد المقدم مشهور أن ظاهرة تهريب المازوت خفت بالفترة الأخيرة بعد التعليمات الصارمة من الجهات الوصائية لقمعها منها تعميم الحكومة القاضي بتحديد كميات المازوت المسموح للسيارات تعبئتها في خزاناتها..?!
أحد عناصر الضابطة الجمركية استوقفنا قائلاً:أرجوك يا أستاذ أن توصل صوتنا الى الحكومة فأنت قمت بهذا المشوار ولاحظت كم أن عمل الجمارك صعب, ورغم ذلك فراتب (أكبر شنب) في الجمارك (7000 ل.س) وأنا أسكن في منزل أجرته الشهرية 3500 ل.س .. فكيف يطلبون منا الالتزام وعدم مد الأيادي?!... واستطرد ضاحكاً .. خاصة بعد أن منعوا التهريب كلياً فمن أين نعيش ?!
بدوره المقدم مشهور أكد كلام العنصر قائلاً: أنا عندي 25 سنة خدمة وراتبي 6800 ل.س حيث لا ينطبق على عنصر الجمارك أي قانون سواء الشرطة -الجيش سوى القانون الأساسي ..علماً أن زملائي في غير مؤسسات يتقاضون ضعف راتبي متسائلاً : لماذا هذا التمييز, ولاسيما أن عناصر الجمارك مهددون بالقتل أحياناً بسبب التصادم مع المهربين, إضافة الى أن عنصر الجمارك يخدم كل عام في محافظة ما يؤدي الى عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي وحتى المادي .. فلا راتب جيد ولا مسكن مؤمن ولا حوافز تصرف..?! وبعد كل هذا فعناصر الجمارك مدانة..?!
الجمركي رئيس مفرزة جديدة يابوس قال: أنت شاهدت بأم عينك ما عملنا مأوانا البراري والجبال الوعرة.. وصدامنا دائم مع المهربين , خاصة في الفترة الحالية ,يبدو أن الحكومة جادة بمنع وقمع ظواهر التهريب كافة, متسائلاً - لماذا دائماً توضع اللائمة على عناصر الجمارك وينسون الجهات الأخرى, حيث إن الجمارك ليست مسؤولة عن الطرق العامة والحواجز بل جهات أخرى متسائلاً: كيف تصل الجرارات والآليات الى الحدود ?!..
وأضاف مفيد في يوم 7/10/2005 الساعة الواحدة صباحاً هناك جماعة من البدو بالقرب من منطقة الجديدة احترفوا أعمال التهريب خلسة وبطرق التوائية وهناك أشخاص مطلوبون الى أكثر من جهة أمنية, فمثلاً نواف بيدر الذي له أكثر من عشرين عاماً وهو يهرب ولم يقل له أحد (ما أحلى الكحل بعينك) حيث وصلتنا معلومات عن حمولة تهريب كبيرة فخرجنا بالتعاون مع بعض الجهات الأمنية الأخرى وتصادمنا معهم باطلاق النيران الكثيفة لأكثر من ساعتين بعد ذلك استطعنا القبض على نواف بيدر وتسليمه الى الجهة المختصة لمحاسبته ,وأردف: إن الذي نطلبه هو الحصانة من حوادث القتل , فمثلاً عندما نتصادم مع مهربين ونتبادل إطلاق النار يمكن أن يقتل أحد الأشخاص من المهربين وعندها يتم اتهام الجمر كي بالقتل العمد بينما هو كان يقوم بواجبه من ناحية ويدافع عن نفسه ورفاقه من ناحية أخرى مضيفاً:: أمنوا لنا رواتب جيدة وحوافز وسكناً وخذوا منا حدود اً آمنة ?!
وأعطى مثالاً عن حادثة حصلت معه قال: منذ حوالي فترة وأثناء مطاردته مع زملائه لسيارة محملة بالمازوت المهرب الأمر الذي أدى الى تدهور سيارة المازوت واشتعالها وموت سائقها ,وحالياً أنا متهم بالقتل العمد?!
الجمركي علي حمود قال: إن عمل عناصر الجمارك من أصعب الأعمال معتبراً إياها أعمالاً شاقة حيث نتعامل مع مهربين محترفين.. . واحترفوا فنون التهريب كما احترفوا القتل.. الأمر الذي يعرضنا للقتل.. وهناك حوادث كثيرة ذهب ضحيتها عناصر جمر كية?! مضيفاً نبقى في الليل 12 ساعة في السيارة ندور ونراقب في مناطق وعرة.. المطلوب منا كل شيء.. المزايا الممنوحة لنا لاشيء ..
فكيف تريد منا أن نواصل عمل النهار بالليل معرضين أنفسنا للقتل والبرد.. ونحن لا نستطيع أن نسد رمقنا.. ?! لاويقولون!!: مطلوب من عنصر الجمارك النزاهة?!..فهل تجتمع النزاهة مع الجوع برأيك?!..
رأي على الماشي
لا أخفي سراً أنني عندما رافقت عناصر جمارك الزبداني إلى تلك المنطقة الوعرة والتعب الذي أصابني قلت بيني وبين نفسي .. أنا جئت مرة و كرهت حياتي من تعبي .. فكيف يلام عنصر الجمارك?!..
وهل الجهات الوصائية على علم ودراية بخطورة وصعوبة عملهم?!
وأنا من هذا المنبر أدعو الجهات الوصائية بقصد تلك المنطقة(وادي الأعواج) والاطلاع على مكان الخزانات والخراطيم.. لنرى بعدها إذا كانوا يقدرون عمل عناصر الجمارك أم لا... طبعاً التقدير هنا ليس بكلمة أحسنت يا بطل?! بل بإعطائه حقه مادياً..?!
لقطات> أثناء وجودنا في جديدة يابوس كانت عناصر الضابطة قد ضبطت خزاناً في أسفل ميكروباص طوله 4 أمتار يستعمل لتهريب المازوت?!
> سيارة أخرى استعملت المقاعد عبر تحويلها الى خزانات مملوءة بالمازوت..
> سيارة لبنانية ابتكرت أسلوباً جديداً عبر نقل خزان البنزين الى المقدمة , بينما وضعت خزاناً آخر في المؤخرة مكان خزان البنزين أساساً لتهريب المازوت .
> عندما يتم قمع أي ظاهرة بشكل صارم يلجأ المهربون الى التفنن والابتكار في التهريب.. وهذا دليل صحة وعافية.