ونحن نجيبكم: نعم يمكن والدليل ما حصل في مشفى الدريكيش الوطني مساء الثلاثين من آب الماضي حيث بقي المشفى دون كهرباء سواء من الشبكة العامة أو من مولدة الديزل نحو ثمانين دقيقة عاش خلالها المرضى ومن معهم لحظات لا تنسى من المعاناة.. ولا سيما بعد أن علموا أن الانقطاع من الشبكة عام وخارج سيطرة مسؤولي الكهرباء في طرطوس.. وبعد أن علموا أيضا أنَّ مولدة الديزل الوحيدة في المشفى معطلة ولن تقلع لتولد الكهرباء!!.
يومها وخلال فترة الانقطاع اتصل بنا عضو مجلس مدينة الدريكيش الفنان التشكيلي أحمد خليل ووضعنا بصورة الواقع وطلب منا المساعدة لدى الجهات المعنية لتدارك الأمر بسرعة قبل تعرض بعض المرضى ومنهم حفيده لأي مكروه.. وبالطبع أجرينا اتصالات مع مدير عام الكهرباء.. ومدير الصحة.. ومدير المشفى.. والسيد المحافظ وجميعهم ابدوا تجاوبا وفي مقدمتهم السيد المحافظ الذي تابع الأمر أولا بأول حتى عاد التيار الكهربائي من الشبكة العامة لكن بعد ساعة وعشرين دقيقة!.
مدير المشفى الذي بدا متوترا خلال الانقطاع قال لنا عند الاتصال به: بعد ان اقلعت المحولة انطفأت ولم تعد تقلع لتولد الكهرباء.. والعطل طارىء فيها.. وأضاف: منذ فترة ونحن نطالب بمولدة ثانية للمشفى لكن لم نزود بها?.
ومدير الكهرباء قال لنا: سبب الانقطاع يعود لحصول فصل على خط التوتر 66 ك.ف وهو بمسؤولية مركز التنسيق ومع ذلك نحن نتابع الأمر حتى تتم إعادة التيار!.
ومدير الصحة أكد لنا أنه سيحاسب المعنيين في المشفى بسبب تعطل المحولة وعدم جاهزيتها.. وسوف يعالج الأمر غدا (في اليوم التالي للحادث) بأسبابه ونتائجه!.
مدير الصحة
سألنا الدكتور خير الدين السيد مدير صحة طرطوس عن وجهة نظره بما حصل.. والاجراءات المتخذة من قبله لمعالجة الخلل.. ولتدارك حصول أي خلل مماثل مستقبلا فأجابنا قائلا: بعد ابلاغنا عن انقطاع التيار الكهربائي في منطقة الدريكيش بشكل كامل وعدم اقلاع المولدة الموجودة في المشفى والتي يتم اختبارها وتجربتها كل يوم وتقوم بالاقلاع بشكل دائم فقد قمنا بإرسال ورشة صيانة خبيرة وتم اصلاح عطل المولدة خلال حوالى 45 دقيقة من وقت الانقطاع.. وتم ارسال ورشة كاملة خبيرة قامت بالاصلاح والتجريب وعملت المولدة بشكل جيد.. وأفادت اللجنة بأن العطل كان طارئا ومفاجئا ويمكن أن يحدث بالرغم من كل الاحتياطات.. وقمنا بتجهيز مولدة ثانية كانت تعمل لدى المديرية حيث تم فكها وتجهيزها للعمل كمولدة احتياطية ثانية في مشفى الدريكيش ريثما يتم شراء مولدة ثانية له حيث قمنا ومنذ بداية عام 2005 بالدراسة والطلب من هيئة تخطيط الدولة رصد الاعتمادات المالية اللازمة لهذا الغرض وتم تأمين مولدة ثانية لمشفى بانياس بقيمة 13 مليون ليرة وسيتم تأمين مولدة ثانية لمشفى الدريكيش عام .2006
ومدير الكهرباء
أما مدير عام شركة الكهرباء فأجابنا حول اسباب الانقطاع قائلا: لقد حصل فصل على خط 66 ك.ف الذي يربط ما بين محطة تحويل طرطوس ومحطة تحويل صافيتا الساعة 20,25 كما هو مدون في سجلات المحطة الرسمية وهذا ما أدى إلى خروج محطتي تحويل السيسنية والمشتى خارج الخدمة وبالتالي أصبحت المناطق التي تتغذى من هذه المحطات دون كهرباء وهي (صافيتا- مشتى الحلو- قسم من الدريكيش) وبعد التنسيق مع مركز التنسيق الرئيسي في حماة تم تغذية المحطات المذكورة عن طريق حمص وباستطاعة (2ميغا واط) فقط حيث تم انارة صافيتا بهذه الاستطاعة وذلك حتى الساعة 21,30 ليلا وفي تمام الساعة 23,28 ليلا تم إعادة خط طرطوس- صافيتا الذي حصل عليه العطل إلى الخدمة وتم إعادة الكهرباء إلى المناطق المذكورة تباعا علما أن الخط المذكور يتبع الى المؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة وهي المعنية باستثماره وصيانة واصلاح الاعطال عليه.
تعقيب
لقد علم السيد مدير الصحة بانقطاع التيار الكهربائي عن المشفى بعد اتصالنا به وليس من القائمين على المشفى.. ونحن اتصلنا به بعد نصف ساعة من الانقطاع.. والمولدة لم تقلع في ذلك اليوم وبالتالي فإن ما نقل له من اللجنة عن أن المولدة اقلعت بعد 45 دقيقة من الانقطاع غير صحيح إطلاقا والجميع يشهد على ذلك.. وكما أن تزويد المشفى بمولدة ثانية تم فعلا في اليوم التالي للحادثة.. وكنا نتمنى ألا تمر الأمور دون محاسبة.. مؤكدين على ضرورة اعتبار ما حدث درسا للمشفى أولا ولمشافينا العامة في كل مكان من وطننا ثانيا.. ولوزارة الكهرباء ثالثا.. ومشافينا الخاصة رابعا.
فلا يجوز ولا يعقل أن تنقطع الكهرباء انقطاعا تاما عن مشفى مهما كانت المبررات والأعذار.. أبدا.