وكادت سيارة تدهسه لأنه خائف على هذه الكنوز المكدسة في الحقيبة أن تقع, ولكن لو عرف الأهل المخاطر الصحية لهذه الحقيبة على أطفالهم لهرولوا إلى المدرسة لتقديم الشكاوى.
ما رأي الأهل?
> روعة برازي - موظفة تقول:
ابنتي في الصف الأول ومع ذلك فهي تحمل الكثير الكثير من الكتب والدفاتر على ظهرها, وكلما تدخلت في تخفيف هذا العبء الكبير بكت وصرخت (أريد أن آخذ جميع الكتب هكذا تقول لنا المعلمة).
> سناء هنيدي ¯ ربة منزل تقول: ابني في الصف الثاني يحمل كتبه ودفاتره جميعاً في حقيبته لأن الاستاذ يقول له: أحضروا كل الكتب فربما يكون عندنا قراءة أو إملاء أو تعبير أو,.... ويعاقب كل من لايحضر كتبه معه, أنا أعرف أن مخاطر حمل وزن كبير لطفل صغير كبيرة ...
ما رأي المعلم?
> محمدالربيعي (معلم) قال: أنا اعتقد أن الطفل يجب أن لا يحمل حقيبة ثقيلة خاصة في سنوات الدراسة الأولى, فيكفي أن يحمل كتابين أو ثلاثة, إن نمو أطفالنا جسدياً وفكرياً يتطلب منا تهيئة الأجواء المناسبة ومساعدتهم في تحقيق ما ننشده منهم, لذلك لا بد من وضع خطة لدمج المواد المتقاربة ووضعها في كتاب واحد بحيث يخف وزن الحقيبة.
> همسة أبو حسن( معلمة) قالت:
يجب تعويد الطفل على حمل الحقيبة المدرسية بطريقة صحية خوفاً على عموده الفقري وأنا لا أحب أبداً أن يحمل الطفل أوزاناً ثقيلة يجب أن يكون وزن الحقيبة خفيفاً بحيث يتم اختيارها بشكل مدروس, كما أن الكتب يجب أن لا يكون غلافها سميكاً بل رقيقاً وكذلك الدفاتر, وتحاشي وضع ثياب رياضيةفي الحقيبة لكن من سيستمع إلينا???
مضار الحقيبة المدرسية
أود أن أعرض دراسة قام بإجرائها عدد من الباحثين اللبنانيين حول المشاكل المتعلقة بحمل حقيبة الكتب المدرسية من خلال دراسة ميدانية على مجموعة مكونة من 705 تلاميذ في احدى المدارس التي تسعى إلى التخفيف من آثار تلك المشاكل.
فقد أشارت النتائج إلى أن الوزن الوسطي للحقيبة المليئة يصل إلى حده الأقصى في الصف الخامس الأساسي (9,44كغ) يليه الصف السادس الأساسي (7كغ) كذلك فإن نسبة 10% من التلاميذ ينتقلون إلى مدارسهم مشياً على الأقدام لمدة عشرين دقيقة, وإن 85% من التلاميذ يجدون صعوبة في حمل الحقيبة, و يشتكي 57% منهم من الشعور بالألم.
كما تبين من خلال الدراسة أن ما نسبته 12% من التلاميذ الذين شملتهم الدراسة يعانون من آلام في الكتفين والظهر, وقد لاحظت الدراسة أن أكثر من 80% من التلاميذ الذين ينتظرون في الملعب أو في الشارع يقفون بطريقة منحنية وغير صحية وهم يحملون الحقائب, ما يؤدي لاحقاً إلى استدارة الظهر إلى الأمام أو تحدبه ما يؤثر على شكل الجسم عامة وعلى العظام والجملة الحركية خاصة, إن مضاعفات المرض قد لا تظهر آنياً في مرحلة الطفولة وانما تتطور مع مرور السنوات لتظهر في المستقبل على شكل تحدب في الظهر أو (الحنف) هو الميل بالجسم نحو أحد الجانبين.
الوقاية خير من العلاج
هنا علينا أن نؤكد أن دور الأهل مهم جداً في توعية ابنائهم وتنبيههم لأنهم قد يحملون إلى المدرسة أشياء اضافية للتفاخر أمام اصدقائهم, والمدرسة ايضاً يمكنها تقديم العون الأكبر لهؤلاء الطلاب الصغار عن طريق المعلمين والمعلمات, فالطالب في هذه السن يصغي ويلبي كل ما يطلبه منه المعلم, (لاتحضر كتاب كذا وكتاب كذا لأننا لن نقرأ من الكتاب غداً)... هذا مثال, و يسمح للطلاب بلبس ثياب الرياضة منذ الصباح لا أن يحملها معه لتزيد عبئه عبئاً, إذن لا بد من التنسيق بين المدرسة والبيت لكي لا يصبح هذا الطفل عرضة لأمراض قد تشوه منظره أو قد تسبب له عمليات هو بغنى عنها والوقاية خير من العلاج.