تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تيسير السعدي.. دعوني أمت في بيت ضمني خمسين عاما

ثقافة
الأربعاء 12/10/2005م
محمد قاسم الخليل

من يعد بذاكرته إلى أيام الراديو في رمضان فسيتذكر الفنانين الشعبيين الذين أمتعوا المستمعين بتمثيليات مستمدة من تفاصيل الحياة اليومية ,

وربما نسي بعضنا الأسماء الحقيقية لكن ألقابهم ماتزال مخزونة في الذاكرة , وفي مقدمتها أبو رشدي ( حكمت محسن ) وأم كامل ( أنور البابا) وأبو فهمي ( فهد كعيكاتي ) وصابر ( تيسير السعدي ) وصبرية ( صبا المحمودي ) .‏

من هذه المجموعة ما يزال تيسير السعدي على قيد الحياة يسترجع ذكريات الماضي الجميل البسيط الهادئ الملون بالجهد والكفاح لإثبات دور الفن في المجتمع .‏

كان تيسير السعدي هو المحرك لمجموعة الفن الشعبي , فهو مخرج التمثيليات التي كتبها القصاص الشعبي حكمت محسن وهي تعد بالآلاف .‏

شهر رمضان الحالي أول رمضان يمر على تيسير السعدي وحيدا ولا يجد إلى جانبه توأمه الفني والروحي زوجته , فقد رحلت قبيل رمضان , وكانت صحيفة الثورة هي الوحيدة التي نشرت خبر وفاتها في حينه .‏

تيسير السعدي ما يزال يمتلك بعض الحيوية التي تمكنه من التحرك , ومشكلته ضعف شديد في بصره إضافة إلى أمراض الشيخوخة التي يقومها بالأدوية , ويقول إن راتبه التقاعدي من نقابة الفنانين يذهب لشراء الأدوية , ويتم تأمين مصروفه اليومي من معونات يرسها له ابنه عمر من بلاد الاغتراب .‏

مشكلة تيسير السعدي الحقيقية تكمن في مكان سكنه , فقد استأجر البيت الذي يعيش فيه منذ خمسين عاما , فيه عاش حلو الأيام ومرها واعتاد عليه وإن كان ليس بذاك البيت الفخم لكنه يقع في وسط المدينة , ورغم ضعف بصره يستطيع التنقل بسهولة لأنه حفظ الأمكنة على مدى نصف قرن .‏

وتابع الفنان تيسير السعدي بعد بدء تنفيذ قانون الإيجار الجديد رفع مالك البيت دعوى لاسترداد بيته وهذا حقه حسب القانون , ولكن تطبيق القانون بعيد عن الهدف الذي شرع من أجله , فقد أعطى القانون المستأجر نسبة أربعين بالمائة للمستأجر كي يجد منزلا بديلا مناسبا , ولكن ما يحدث بالنسبة لي ولغيري من المستأجرين أن المؤجر هو الذي يحدد ثمن البيت وحتى إذا شكل القاضي لجنة تخمين يستطيع المالك أن يقنعها بالمبلغ الذي اقترحه .‏

يقول تيسير السعدي أنا مع القانون ومع تطبيقه ولكن بنصه وروحه , وعندما يعطى المالك حقا مطلقا في تقدير نصيب المستأجر يفقد القانون روحه ويصبح كالجسد بلا روح , فهل يبقى الإنسان في عداد البشر إذا فقد روحه .‏

يتابع الفنان تيسير السعدي أعتبر نفسي شاهدا على قرن فأنا من مواليد 1917 عشت الفنون وعملت فيها بكافة مراحل تطورها , من خيال الظل إلى الفضائيات الرقمية , وعشت مراحل تطور الحضارة من الكانون إلى المكيفات ومن الفانوس إلى الكهرباء ومن الكتابة بقلم القصب إلى الكمبيوتر . وأتمنى أن لا يستكثروا علي العيش بقية حياتي في البيت الذي ضمني خمسين عاما , أو أن أعطى التعويض المناسب لأنتقل إلى بيت في مكان أحفظ دروبه , وبهذا يمكن أن اعتبر نفسي مكرما في بلدي .‏

وحول قدرته على العطاء يقول تيسير السعدي : أستطيع أن أعطي , ولكن من الصعب أن أكون ممثلا بسبب تقدم العمر وضعف البصر , ولكن هناك أعمال يمكنني القيام بها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية