تعلو أصوات المسحراتية الذين يوقظون الناس لتناول وجبة السحور وهم يتنقلون في زواريب وأزقة وحارات وشوارع وأحياء دمشق منادين (يا نايم وحد الدايم), وتضج أسواقها وخاصة الشعبية منها بفورة نشاط تختلف عن أيام العام الآخر, حيث تزدان البيوت والمحال التجارية والمساجد بالأضواء والزينات الخاصة بهذا الشهر الفضيل, كما تشهد الأسواق التجارية فورة نشاط دائبة حتى ساعات متأخرة من الليل.
ويزداد كذلك تنوع البضائع التي تعرضها تلك المحال ومنها بضائع يختص بها شهر رمضان وحده فترى محلات سوق البزورية وغيره من الأسواق المعروفة بدمشق تضيف إلى معروضاتها من السكاكر والحلوى والبزورات والبهارات والمكسرات والشوكولا أنواعاً مثل الفواكه المجففة ونقوع المشمش والقمر الدين المصنوع من المشمش والذي يصدّر إلى معظم دول العالم, وشربات الورد والتوت الشامي والكركديه والعرقسوس وهو الشراب الشعبي.ويعد بائعو الفول والعرقسوس والمسحراتي من أبرز شخصيات رمضان في دمشق, وتشتهر دمشق كذلك بحلويات تصنع فقط في رمضان ومنها الناعم والمعروك والنهش والقطايف بالقشطة والجوز.
كما أن لأهل دمشق عادات اجتماعية في رمضان ففيه يتم اجتماع أفراد العائلة وتزداد زيارات الأقارب والأصدقاء على الإفطار, كما يتم تبادل إهداء ألوان متميزة من الطعام بين الجيران والأقارب وتسمى السكبة.
كما تشهد حارات دمشق إقامة عدد من الخيمات الرمضانية التي تقدم فيها وجبة الإفطار والسحور وتشهد حفلات سمر خفيفة.
ويزداد في رمضان اكتظاظ المساجد بالمصلين خاصة لأداء صلاة العشاء والتراويح والفجر.
ومما تشتهر به بعض المساجد في دمشق وخاصة المسجد الأموي إقامة الأذان للدعوة للصلاة بشكل جماعي من قبل عدد من المؤذنين, وكان هذا الأذان الجماعي ينبعث من مأذنة العروس الشهيرة في مسجد بني أمية حيث كانت تصل أصوات المؤذنين إلى أنحاء دمشق قبل انتشار السيارات وضجيجها واتساع المدينة.وفي العشر الأخير من رمضان تبدأ الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر السعيد حيث يزداد الإقبال على ارتياد الأسواق التجارية لشراء الملابس الجديدة وخاصة للأطفال, كما يقوم الدمشقيون بصناعة الحلويات الخاصة بالعيد وخاصة المعمول.