والشهور تقاس بحركة القمر حول الأرض بالنسبة إلى الشمس فيكون هلالاً صغيراً في مستهل الشهر ثم يكبر يوماً بعد يوم حتى يصير بدرا كاملاً، ومن ثم يصغر تدريجياً، ويقل ما نراه من نصفه المضيء حتى يعود إلى حالته الأولى , أما السنون فتقاس بحركة الأرض في مدارها حول الشمس وتحرك الشمس ظاهرياً في البروج وما ينشأ عنها من تعاقب الفصول، فمن الناحية الفلكية بعد الشمس عن الأرض ثابت وكل يدور في مداره الخاص.
أما الأشهر الشمسية والأسابيع وأجزاء اليوم كالساعات والدقائق والثواني فوحدات اصطلاحية للزمن.
وبما أن سرعة دوران الأرض حول نفسها منتظمة , فقد اعتبر اليوم هو الفترة التي تتم فيها الأرض دورة واحدة حول محورها. وهو نوعان نجمي و شمسي.
ويقاس اليوم النجمي بالفترة الزمنية التي تمضي بين عبورين متتاليين لنقطة الاعتدال الربيعي فوق خط الزوال , أما أجزاء اليوم النجمي فتقدر بالساعة الزاوية لنقطة الاعتدال الربيعي في أي لحظة.
ويعتبر الزمن النجمي المرتكز الأساسي في تعيين الزمن عن طريق الأرصاد الفلكية وتحديد أزمنة عبور النجوم لدائرة الزوال , ويرجع السبب في اتخاذ النجوم في عملية تعيين الزمن لسهولة رصدها كنقطة مضيئة ومحددة في حين إنه يصعب رصد الشمس بدقة كافية لما يعتري ساحة سطحها الظاهري من تغيير باختلاف المسافة بينها وبين الأرض , الأمر الذي لا يسهل معه تحديد مركزها.
ويقاس اليوم الشمسي بالفترة الزمنية بين عبورين متتاليين لمركز الشمس بخط الزوال , وهو أطول من اليوم النجمي بـثلاث دقائق و 55.9 ثانية.
واليوم الشمسي الحقيقي غير ثابت الطول , لأن سرعة الشمس الظاهرية وسط النجوم غير ثابتة على مرور الأيام أثناء السنة، لأن مدار الأرض حول الشمس ليس دائرياً تاماً بل بيضاوي الشكل، فلا يكون اليوم الشمسي متساوياً في المكان الواحد طول السنة إلا في الأماكن التي على خط الاستواء فلا يصح والحالة هذه اتخاذه لقياس أزمنة متساوية.
الشمس الوهمية
ومن أجل هذا افترض الفلكيون شمساً وهمية تتحرك بسرعة منتظمة طوال السنة وتتم دورة كاملة في دائرة المعدل في مدة سنة واتخذوا الفترة الزمنية التي تمضي بين عبورين متتاليين لهذه الشمس الوهمية وحدة من وحدات الزمن أسموها ( اليوم الشمسي الوسطي ) لأن طوله يعادل متوسط أطوال الأيام الشمسية الحقيقية على مدار السنة، وهو ثابت المقدار ومبدؤه من العبور السفلي للشمس الوسطي خط الزوال – أي منتصف الليل – والساعة التي تسير بمقتضى اليوم الوسطي لا تبين وقتاً ثابتاً كلما مرَّت الشمس بمستوى الزوال ( وهو وقت الظهر ) ويسمى الفرق بين الوقتين ( معادلة الزمن ) بمعنى أن الفرق بين وقت الظهر الحقيقي ووقت الظهر الوسطي يسأوي معادلة الزمن.
وفي اليوم يتلاحق الليل والنهار وليس هناك اتفاق موحد لدى الشعوب على مبدأ اليوم ومنتهاه , فاليوم عند العرب يبدأ من غروب الشمس ويمتد إلى غروبها التالي فليله سابق نهاره , وهناك اتفاق بين كل دول العالم الآن على اعتبار الدقيقة الأولى بل الثانية الأولى بعد منتصف الليل بداية يوم جديد.