فتسونامي المحرقة طال كل الاحياء قتلا و جرحا بينما كان الدمار الشامل سيد الموقف و الشهادة على بشاعة ماارتكب .
كل شيء في قطاع غزة الصامدة كان هدفا للاسلحة المحرمة دوليا و التي كان الاحتلال يقصفها برا و بحرا وجوا ليكتمل مشهد مجزرة العصر للنازيين الجدد الذين يعتقدون انهم سيفلتون من العقاب؟!
لكن معالم الجريمة الموثقة ستكون بالمرصاد لمجرمي الحرب الذين نفذوا مجزرة غزة الصامدة..
فهذه دلال ابو عيشة فلسطينية عمرها 13 عاما لم يبق لها من عائلتها الا الصور وبعض قطع الثياب ، بعد ان اتت الة الحرب الاسرائيلية على منزل الاسرة فحولته الى مجرد ركام على رؤوس ساكنيه .
وشاءت الاقدار ان تنجو دلال من هذه الجريمة الاسرائيلية لانها كانت في تلك اللحظات في منزل جدتها ، في حين استشهد والدها واشقاؤها الثلاثة محمد واسراء و سيد الذين لم يتجاوز اي منهم سبع سنوات.
تحمل دلال مابقي من صور العائلة وتقول للجزيرة هذا محمد وهذا سيد و هذه غيداء قبل ان تجهش بالبكاء وتقول لقد اصبحت يتيمة.
ولاول مرة منذ تدمير منزل الاسرة قبل اسبوعين زارت دلال برفقة الجزيرة ماتبقى من المنزل ، ووقفت بين الركام تتذكر معالمه وتقول هنا كانت غرفتي و هناك كانت غرفة ماما و هنا الصالة وهنا كان ينام اخوتي .
ومن بين الركام التقطت دلال قميصا وقالت هذا قميص محمد ثم التقطت مريولا « لباسا مدرسيا خاصا» قالت انه مريول غيداء .
ولم يخفف عن دلال المأساة سوى مسارعة قطتها من بني الركام لتحتضنها وكأنها تحتضن فيها كل عائلتها التي فقدتها.
ووسط الدموع التي ملأت خديها تساءلت غيداء ماذا فعلت لليهود حتى يقتلوا أهلي.
الطفلة بيسان نسيم السلاق التي كانت في طريقها للهرب مع ذويها ولكن صاروخا سقط على برج فلسطين بحي الرمال وسط غزة نال من حجابها الحاجز وشطره الى نصفين وفتح امعاءها على صدرها وهتك جزءا كبيرا من رئتيها وكليتيها وأحدث ثقبا في معدتها الصغيرة كما مزق أمعاءها والقولون0
ويروي والد بيسان ما حدث معه قائلا نحن نقطن بجانب مقر مجلس الوزراء في حي تل الهوى وعندما علمنا ان المكان مستهدف حملنا اطفالنا وحاولنا التوجه الى مكان اكثر امنا ولكن القدر اختارنا وعند اقترابنا من برج فلسطين بالرمال تم استهدافه بصاروخ وتساقطت الشظايا وقطع الزجاج على المواطنين هناك اصيب شقيقي بشظية في قدمه وشاب اخر وذهبت بيسان في غيبوبة ظننا انها ربما من الخوف ولكن بعد نقلها للمشفى تبين انها نالت الشظية الاكبر التي شطرت حجابها الحاجز ومزقت ما رأته امامها من امعاء الصغيرة0
الأطباء الاجانب والعرب الخمسة عشر والذين أشرفوا على انقاذ حياتها امضوا سبع ساعات يجرون عمليات جراحية عاجلة لما يرونه أمامهم ولسان حالهم يقول كم أن حالتها حرجة0
أغلبية المدارس في غزة كانت هدفا لجيش الاحتلال الاسرائيلي بما في ذلك المدارس التابعة للامم المتحدة الاونروا ما يجعل العودة اليها بعد انسحاب قوات الاحتلال من القطاع امرا بالغ الصعوبة0 وتقول فتاة فلسطينية ان القصف الاسرائيلي للقطاع ادى الى تدمير مدرستها اضافة الى تدمير منزلها0
وفي احدى مدارس الاونروا في غزة لجأت الفتاة نور وعائلتها الى المدرسة هربا من القصف الاسرائيلي وعلى ركام المدرسة تتساءل نور هل سنعود الى مقاعدة الدراسة هذا ما تأمله ويأمله الغزيون الذين بدؤوا منذ ايام بلملمة جراحهم وزيارة جرحاهم بالمشافي0
امرأة فلسطينية تقول عمري 41 عاما ومن يشاهدني يتوقع ان عمري 60 عاما فلا مكان امنا نلجأ اليه ونعيش حياة صعبة جدا جراء العدوان الوحشي الذي دمر منازلنا وقتل ابناءنا واطفالنا0
هذه مشاهد مروعة لبعض ماعرض من المذابح التي ارتكبها جيش الاحتلال بالاحياء أما عن الدمار فحدث ولاحرج حيث اصابت أهل قرية جحر الديك في قطاع غزة حالة من الصمت والذهول حين وجدوا أن جيش الاحتلال الاسرائيلي أزال قريتهم من الوجود في الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع وراح ضحيتها الاف الشهداء والجرحى ولم يعد لخمسة الاف نسمة هم سكان القرية مأوى0
وقالت تقارير صحفية من القرية ان الدمار هو سيد الموقف ليس في القرية التي تقع جنوب شرق مدينة غزة فحسب بل يمتد الخراب الذي خلفه جيش الاحتلال على طول طريق صلاح الدين في حي الزيتون المؤدي الى القرية سواء في المنازل أو المزارع أو الطرقات أو البنية التحتية0
وتبرز الصدمة لدى دخول هذه القرية المنكوبة فلا أثر للمباني ولا الاشجار وتداخلت الطرقات بما يبعث على التيه بينما وقف أصحاب البيوت المدمرة على أطلال منازلهم التي سوتها جرافات الاحتلال الحربية بالارض0
ودهش سكان القرية ولم يفيقوا من الصدمة ولم يصدقوا أن ذلك حدث في قريتهم وأن منازلهم التي كانت شاهقة قبل العدوان قد ابتلعتها الارض بفعل الة الحرب الاسرائيلية التي شطبت هذه القرية عن خارطة قطاع غزة لتصبح أثرا بعد عين حيث لم يكتف الاحتلال بتدمير المنازل بل سواها بالارض وسحقها بدباباته بما فيها من أثاث ومتاع في حين يعجز أطفال جحر الديك عن العثور على شيء من أمتعتهم وكراريسهم0
وقال احد الذين دمر الاحتلال منزله ومنازل أبنائه الستة ومزارع أبقار
وبئر مياه ومنشرة وسيارة وعشرات الدونمات المزروعة بالبرتقال التي يملكونها لم أصدق أن هذه هي منازلنا وأراضينا التي عشنا فيها منذ عشرات السنوات0
وأضاف لقد مرت علينا الكثير من التوغلات والاجتياحات والدمار على مدار انتفاضة الاقصى ولكن لم نشهد مثل هذا الدمار الذي أكل الاخضر واليابس0
وأضاف الفلسطيني المنكوب لم يكتف الاحتلال بهدم منازلنا بل دمر مزرعة الماشية التي فيها أربعون رأسا من البقر تقدر بأكثر من مئة الف دولار00
لقد فر البقر وأطلق الجيش الاسرائيلي النار عليها وأعدم عددا منها كما تم تجريف البساتين الزراعية التي تبلغ مساحتها 40 دونما والمزروعة بالبرتقال والليمون وحمامات الخضار كما تم تدمير بئر للمياه وسيارة0
وحال هذا الفلسطيني لا تختلف عن أحوال جيرانه في هذه القرية المنكوبة التي تجاوزت نسبة الدمار فيها 90 بالمئة حسب مجلسها البلدي الذي بدأ بحصر الاضرار جراء الخراب الذي لحق بالمنازل والمزارع والطرقات والبنية التحتية والمؤسسات والمساجد وغيرها من المنشات0
واكد فلسطيني اخر ان هذا العدوان ليس من فعل البشر لانه فعل بدون مشاعر وبدون ادنى حس بالانسانية0