عصفور حياة يلاطم قضبان قفص
يناشدُ حريّة أزمان
تلك الحريّة المحاطة به
لم يكن يعلم أنها رسم ألوان
يحاكي نسغ أوراقٍ
لم تنحنِ له يوماً
لم يرَ عصافير جاءت لفتح باب قفصه
ولا فراشاتٍ تحوم حول نوره
لم يكن يعلم أن جدول الماء رسم خيال
فُتحَ بابُ القفص
راح يغرّد للسلام
للآلهة
لأساطير الوجود
ثمّة دمعتان لعيونٍ بائسة
يدٌ شقّقها الصباح
طريقٌ للشمس لُوّنت بالجمر
خيال موجٍ
رسم وجهاً للنور
زوارق ملحٍ
حبيسة قارورة الروح
طيورٌ بلا أجنحةٍ
شقّت لبابَ غصنٍ تعرّى للّيل
شعاعٌ عابرٌ لناي القصب
حطّ رحال حريته
فوق وريقةٍ مندّاة الطّرفِ
راح يغرّدُ لقمرٍ غافٍ
فوق صدر غيمةٍ عابرةٍ للحدود
كان قد أوقفها حرّاسُ الشّهبِ
لم تستجبْ
فأردوها قتيلةَ الضياء
تشظّتْ ..
أُصيبَ ثوبُ وردةِ النقاء
مزّقتْهُ..
راح نزفٌ أسودُ يعبثُ بالفجر
كان سليلُ غزالٍ شاردِ الخطى
قد أوصله أفقه لحافة الانحدار
بلا هوية ولا ورقة عبور
طيورٌ عانقت صخور جبلٍ بلا ارتفاع
تساقطت كمطرِ خريفٍ مارق
لم يبقَ من ذاك الغياب إلا جذر اليباس
وبعضٌ من حطام
برقٌ لرسمِ وجهٍ بلا ملامح
وجسدٍ بلا عنوان
سهمٌ كسّرَ أجنحة الحقّ
واغتالَ الحياة
عدتُ إلى قفصي
بورقة عبورٍ
لأحيا بقيود هويّةٍ
ورسمُ ريشةٍ فوق جدار
لنزف قلمٍ يناشدُ الحياة
عدتُ أنا..
خريطة جمالٍ لجفن الرّبيع
مزار حبّ للوجود
عدت أنا..
كمهجةِ قصّةٍ
وشعر همستين ولحظة.