تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما يغني الإحساس .. كاظم الساهر الحضور البهي

فــنون
الأحد 11-10-2015
علي الأحمد

واحد من اهم الاصوات الذكية والمثقفة ،في تاريخ الغناء العربي المعاصر ،وممن ترك ولايزال حضورا بهياً ومضيئاً بفضل موهبته الخلاقة في الغناء والتلحين كما في قدرته التعبيرية المذهلة

حيث لا يكاد يخلو لحن من الفيض التعبيري والتصويري في امتداد لمدرسة التعبير في القرن الماضي ،ولعل المعرفة والعلم اللذان اكتسبهما هذا الفنان مهدا له الطريق نحو نجومية لم يلهث وراءها قدر ما كان يهمه بالدرجة الاولى وهو الفنان المثقف ،في ان يكتب مساراً ابداعياً جديداً للأغنية العربية بعد نضوب معين الابداع لأسباب باتت معلومة ،وهو نجح كثيرا في اعادة بعض من روح الأزمنة الابداعية لفنون الغناء العربية القديمة بالاشتراك طبعا مع فنانين كبار شاركوه الهم الثقافي والانساني الواحد .‏

ولعل الاصوات الذكية والمثقفة في تاريخ الغناء العربي المعاصر باتت تحمل وحدها على ندرتها مسؤولية روحية ووجدانية في مواجهة التيار الهابط ،وهو تيار يلعب فيه المال الفاسد دورا لا يستهان به في ترسيخ كل ما هو زائل وعابر وسطحي، ولهذا يحفر هؤلاء الاوفياء مسارهم الابداعي بعيدا عن ضجيج المشهد المعاصر الذي بات مع الاسف مرتعا خصبا لأنصاف المواهب ومدّعي هذا الفن وما اكثرهم ،ويبدو هنا ان كاظم الساهر ومنذ ان التقى الكبير نزار قباني، يحمل عبئا نفسيا ووجدانيا عميقا،ورسالة انسانية وجمالية تخرج من اطر التقاليد الغنائية القديمة على اهميتها، وتسعى الى ان تكتب بصمتها وحضورها في تاريخ الغناء المعاصر ،وهكذا هيأت له هذه الفرصة النادرة المناخ المناسب كي يبدأ مشواره مع اشعار هذا المبدع الذي غنى له الكثير من القصائد الساحرة بحق بدءا من مدرسة الحب التي كرست كاظم الساهر كنجم حقيقي ينحاز الى جماليات الغناء العربي ومناخات الطرب النفسي المديد ،كما نرى مع (زيديني عشقا، قولي احبك ، اشهد ان لا امراة ألا انت، ولم يبق سوانا في المقعد، اكرهها ، اخاف ان تمطر الدنيا ولست معي ، صباحك سكر ، حافية القدمين ..) كما غنى لشعراء آخرين منهم نذكر الشاعر فاروق جويدة غنى له رائعته (لو اننا لم نفترق)، وللشاعر مانع سعيد العتيبة ،غنى قصيدته الساحرة (ممنوعة انت) ،ولا ننسى روائعه الخالدة ،استعجلت الرحيل، ولا ياصديقي ،ومستقيل،وناي ،انا وليلى ،لماذا اسلم للبحر امري،وتعبت، وأشكو اياما والمحكمة مع الرائعة اسماء المنور ، ورائعته البديعة كان صديقي الفاتنة تعبيرا وجمالا موسيقيا نادرا، للشاعر المبدع كريم العراقي ،وقائمة طويلة من الأعمال الغنائية الفاتنة التي منحتنا ولاتزال مع صوت القيصر ،الصوت الانيق، كل الاوقات الهانئة ،صوت الاحساس والحضور البهي الذي ملأ اسماعنا واثرى ذائقتنا بكل ما هو جميل واصيل .‏

Ali.mezzo59@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية