تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هــالة التفـوق الإسرائيـلي انتهــت إلــى الأبـد

عن التايمز
متابعات سياسية
الأحد 11-10-2015
 ترجمة : غادة سلامة

تقول غولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل في مذكراتها عن حرب تشرين : لقد توغل السوريون في العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين السورية والمصرية .

وتضيف ان السؤال المؤلم كان في ذلك الوقت هو ما اذا كنا سنطلع الاسرائيليين حقيقة الموقف السيئ لقواتنا ام لا؟!اما موشي ديان وزير الحرب آنذاك فيقول انه كان يريد ان يصرح وبمنتهى الوضوح بأنهم اي الاسرائيليون والقوات الاسرائيلية لا يملكون القوة الكافية لدفع القوات السورية الى الخلف ولا يملكون ايضا القوة الكافية لمواجهة تلك القوات السورية والمصرية على جبهة الجولان وعلى جبهة القناة . فالسوريون يملكون سلاحا متقدما وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد القوات الاسرائيلية ولا اعرف مكانا في العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند السوريين .‏

ويضيف ان السوريين يملكون العديد من الانواع المختلفة من السلاح وهم يستعملون كل هذه الانواع بامتياز وبدقة متناهية ان السوريين والمصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة وبنجاح تام فكل دبابة اسرائيلية تتقدم نحو المواقع السورية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب ويستطرد موشي ديان ان الموقف لم يكن في صالح اسرائيل نهائيا فقد نجح السوريون والمصريون في حربهم ضدنا حيث استطاعت الدبابات والمدرعات السورية تؤيدها المدافع البعيدة المدى وبطاريات الصواريخ والمشاة المحصنون بالصواريخ الخاصة بإصابة الدبابات الاسرائيلية اصابة بالغة فهم يصيبون اهدافهم بمنتهى البراعة وانني اقول صراحة بأن سلاحنا الجوي يواجه الكثير من المصاعب .. واننا خسرنا الكثير من الطائرات والطيارين بسبب بطاريات الصواريخ والسلاح الجوي السوري ويتابع ديان ذكرياته عن حرب تشرين بقوله انه وبمنتهى الصراحة يقول بأن لو استمرت اسرائيل في محاولاتها دفع السوريين الى الخلف اكثر لكانت خسائر اسرائيل في العتاد والرجال جسيمة لدرجة أن إسرائيل كانت ستبقى بدون اي قوة عسكرية تذكر وهذا يعني كما يقول ديان أنهم دخلوا الحرب والمعركة العسكرية وهم لا يملكون في الحقيقة القوة الكافية لها . لان القوات السورية اضافة للقوات المصرية كانوا يملكون الكثير من المدرعات وهم اقوياء وقد ركزوا قواهم طوال السنوات الماضية قبل حرب تشرين في اعداد رجالهم لحرب طويلة شاقة وبأسلحة متطورة تدربوا عليها واستوعبوها تماما .‏

ويعترف موشي ديان قائلا ان الاهم بالنسبة لنا وللعالم اننا كإسرائيليين لسنا اقوى من السوريين وان هالة التفوق الإسرائيلي قد زالت وانتهت الى الابد وبالتالي فقد انتهى المبدأ الذي يقول ان اسرائيل متفوقة عسكريا على العرب كما ثبت خطأ النظرية الاسرائيلية بأن العرب سينهزمون في ساعات اذا اعلنوا الحرب ضد اسرائيل .. وهذا ما كانت تعيش عليه اسرائيل طوال السنوات الماضية منذ «حرب الايام الستة ». ولهذا فعلينا ان نقول هذه الحقيقة ونعلنها للشعب في اسرائيل ويتابع ديان مذكراته عن حرب تشرين بقوله انني سأوجه رسالة إلى الشعب الاسرائيلي لأقول له هذه الحقيقة ولكن بأسلوب اكثر حرصا وبكلام مدروس حتى لا يصاب في معنوياته . والمعنى الاهم في هذا الكلام .. هو انتهاء نظرية الامن الاسرائيلية بالنسبة لنا وعلينا ان نعيد دراساتنا وان نعمل على التمركز في اماكن دفاعية جديدة .. لان التفوق العسكري السوري في جبهة الجولان لا يمكن مواجهته . كما انه لا يمكن الاعتماد على سلاح الجو الاسرائيلي لمنع القوات السورية من التقدم لأننا لا يمكننا ان نوقف كل هذه القوات ونمنعها من التقدم .ويجب ان نقوم بالتمركز في اماكن جديدة ونركز على قواتنا وخاصة القوات المدرعة ولكن هذا التمركز الجديد يجب ان يكون خارج نطاق النار للقوات السورية والمدفعية والمدرعات واسلحة المشاة السورية اي يجب ان نتمركز في خط دفاعي جديد . وبالتالي يكون انسحابنا من خطوط الدفاع الرئيسية لنا في الجولان وسيناء ويجب علينا انشاء خطوط دفاعية جديدة وبمنتهى السرعة و ان نحسن موقفنا الدفاعي ولم يكن بمقدوري ان أقدم صورة وردية عن قواتنا لأننا كقوات اسرائيلية بعيدون كل البعد عن تلك الصورة وهذه حقيقة يجب ان يعلمها الشعب في اسرائيل بعد ان علمها العالم كله .وان امامنا مهمتين الاولى والرئيسية هي بناء خطوط دفاعية جديدة والثانية هي اعادة استراتيجيتنا وبناء قوتنا العسكرية على اسس جديدة لأننا ندفع ثمنا باهظا كل يوم في هذه الحرب ..والحقيقة المرة هي اننا نخسر الحرب حيث نخسر يوميا عشرات الطائرات والطيارين والمعدات والدبابات والمدرعات والمدفعية واطقم هذه المعدات .. وهذا ثمن باهظ بالنسبة لإسرائيل فقد خسرنا عشرات الطائرات على مدى الايام الثلاثة الاولى من الحرب والخسارة في الطائرات والطيارين مازالت مستمرة بمعدلات لم تكن ابدا في حسباننا ويقول ديان اننا نحتاج الى المزيد من الرجال ايضا .. رجال طيارين واطقم مدرعات واطقم للمدفعية وأسلحةللمشاة فقد خسرنا مئات الدبابات ولا يمكننا مواجهة القوات السورية بدون الحصول على المزيد من الاسلحة والعتاد وخاصة الطائرات والدبابات علينا ان نفهم .. اننا لا يمكننا الاستمرار في الاعتقاد بأننا القوة الوحيدة العسكرية في منطقة الشرق الاوسط .. فإن هناك حقائق جديدة وعلينا ان نعيش معها .‏

أما حاييم هيرتز رئيس إسرائيل الأسبق فيقول في مذكراته: ان حرب تشرين انتهت بصدمة كبرى عمت الوسط الإسرائيلي أجمع ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل .. وانطوى على نفسه منذ ذلك الحين .. لأنه كان دائما على قناعة بأن العرب لن يهاجموا اسرائيل وليس في وسعهم ان يهاجموها .. وحتى في غمرة الاختراق السوري للعمق الاسرائيلي لم يعترف ديان بخطئه حتى ادرك ذلك اخيرا . لقد اصبح ديان شخصية من طراز هملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن اتخاذ القرار الصحيح,فكانت حرب تشرين هي بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت اسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية