.
فما مر على السوريين من ظروف حرب وعدوان وألوان شتى من العذاب والقهر والظلم انعكست خرابا ودمارا على منازلهم ووظائفهم وأحلامهم وآمالهم وطموحاتهم ..ورغم كل ذلك يبقى لنبض الحياة في أعماق ووجدان الإنسان السوري لها وقع خاص في كيفية تعايشه وتحديه لكل موجات القهر والإسفاف والتعصب والتطرف ..
فهو تربى على الإباء والكرامة وأن مفهوم السيادة معجون في محرمات الخطوط الحمر كما يقال لايمكن تجاوزه عند أصحاب المروءة والشرف والأخلاق والمبادئ..من هنا تضافرت الأيادي وتكاتفت الجهود واقتربت الرؤية من الانجاز ..
تقدم المجتمع الأهلي بتسمياته المختلفة وهو المشهود له في حضوره وتفاعله في المجتمع السوري لسنوات طوال من عمر هذا البلد ، إلا أنه كان الحاضر الأقوى والأبرز خلال السنوات الخمس الأخيرة بفعل الظروف القاهرة على المجتمع والوطن ..
نهض المجتمع الأهلي وبدأ بنثر البذور في تربة وقلوب أهل الوطن باستثمارات مادية وإن كانت صغيرة إلا أنها تؤسس لمشاريع كبيرة تكتسب قيمتها التفضيلية من الاختيار المناسب للقرض حسب توجه رؤية الأمانة السورية للتنمية التي تنهض بالعديد من المشاريع التنموية المستدامة بغية تلبية احتياجات المجتمع المحلي والاستفادة من الخبرات المكتسبة من قبل المستفيد بالعمل ..
حيث النتائج بدأت تظهر جلية اليوم ولاسيما منح القروض متناهية الصغر دون فوائد من خلال برنامج مشروعي الذي طال بخدماته مساحة سورية كافة بفضل رعاية واهتمام الجهات المعنية القائمة على إنجاحه وفي المقدمة الأمانة السورية للتنمية ..
هكذا عملنا واستفدنا
كانت هيئة الوجوه تشي لنا بفرح الانجاز وإن كان صغيرا وعلى قد الحال كما يقال .. مستفيدون بالعشرات من القروض المقدمة لهم حضروا من كل المحافظات ليشاركوا في حفل توقيع اتفاقية تطوير وتوسيع مشروعي بين وزارة الإدارة المحلية والأمانة السورية للتنمية في الرابع من الشهر الحالي لخمس سنوات قادمة ...
تحدث منير معتوق مختار حي (تجمع الأسد ) للثورة عن تجربة رائدة كما يصفها باعتباره أحد أعضاء لجان الحي المذكور موضحا حالات الاستفادة التي جناها بعض الأهالي نتيجة حصولهم على قرض مشروعي من الأمانة السورية للتنمية وعددهم 24 مقترضا وهناك 11 قيد التنفيذ إذ توزعت النشاطات بفتح محلات استهلاكية صغيرة تفي بالحاجة للسكان المتواجدين والبالغ عددهم حوالي أربعة آلاف نسمة والبعض صمم تنور للخبز الشعبي وتفرعاته من الخبز والمناقيش والمحمرات وغيرها حسب الطلب إضافة إلى مطعم شعبي أيضا ومحلات سمانة وخضرة متعددة ومحلات حلاقة نسائية ورجالية وصالات تجميلية وطبية ، ومحلات الألبسة الوطنية والمستوردة (البالة )..وأشار معتوق إلى أن حركة السير لم تكن متوفرة بشكل جيد لكن مع تخديم المنطقة بالمشروعات الصغيرة ضمن الحي تحسنت الحركة بشكل إيجابي ..
وفي رده على سؤال فيما إذا كان هناك محاباة للبعض في عملية الترشيح لمن هم بحاجة فعلا للقرض كان تأكيد مختار الحي أن الشخص المستهدف هو الأكثر فقراً وحاجة ولن تتساهل اللجنة بهذا الموضوع مع الأخذ بعين الاعتبار الرغبة لدى الشخص بالعمل والإنتاج بهمة ونشاط ، مكررا عبارة (نهائيا لايوجد محاباة في مسألة الاستهداف ) لافتا أنه لم تتعرض اللجنة لأي مشكلة لغاية الآن فيما يخص آلية العمل..
أما التجربة الثانية فهي لسيدة مكافحة من قرية (عرامو )اللاذقية اختارت الوقوف إلى جانب زوجها ومساعدته على تحمل أعباء الحياة وإعالة أسرتها ،تشير مجدولين وفيق إبراهيم في إحدى وثائق الدليل التنفيذي لبرنامج مشروعي أنها استفادت من قرض مشروعي بقيمة 100 ألف ليرة سورية لشراء عجلة بالمبلغ المتوفر ،اعتنت بها وربتها حتى أصبحت بقرة ونتيجة هذا الجهد والتعب والرعاية الممتازة فقد أعطت البقرة عجلة ..حيث تمكنت السيدة المذكورة من بيعها وشراء بقرة ثانية لتمتلك بقرتين بقيمة تقدر حاليا ب 900 ألف ليرة سورية خلال سنة واحدة ، وتلفت مجدولين بالقول إلى حجم المساهمة الكبيرة في تأمين دخل ممتاز لأسرتها نتيجة هذا التطور في العمل ما انعكس إيجابا على تحسين الصحة والتعليم لأفراد العائلة كافة ..
من الواقع
هناك فرص كثيرة شقت طريق الأحلام وأصبحت حقيقة منتجة على الأرض فالسيدة منيرة من محافظة طرطوس قرية بالوج استثمرت حلمها بمشروع خياطة عندما حصلت على قرض مشروعي بقيمة 26 ألف ل س ،وكذلك منير الحوش من محافظة درعا قرية المسمية استثمر قرضه بقيمة 75 ألف ل س في تربية بقرة ماجعله لايحتاج أحدا ويعيل نفسه وكل من حوله ، فيما السيدة عواطف من السويداء قرية الخالدية استثمرت مشروعا صغيرا للعنزات الحلوب بقرض مشروعي 40 ألف ل س جعلها سيدة نفسها وعملها ،أما المستفيدة سعدية من محافظة الحسكة قرية تل موزان فقد ساعدها القرض بقيمة 25 ألف ل س على انجاز مشروعها الذي تحب وهو الأشغال اليدوية فكان التعليق على أشغالها اليدوية بالقول ..بيت صغير بلحف ملونة وسط بلادي ..
زيتونة ورغيف عندي أحسن من زوادي..
والقائمة وتطول وتطول بحجم المستفيدين من قرض مشروعي المتناهي الصغر .