لابد من العمل على تصحيحها , وتجاوز أثرها السيئ الذي يفقدهم جزءا من علاقاتهم وخاصة مع أقرب الناس لهم ، وذلك لأنهم لم يتقبلوا ذلك الانتقاد الذي يمنحهم الفرصة لإعادة النظر في تصرفاتهم وأفعالهم ، والعمل على تجاوز تلك العيوب , ومنع حدوثها مرة أخرى لو أنهم أخذوا بعين الاعتبار النصيحة التي قدمت لهم .
هؤلاء الأشخاص على قناعة تامة بأنهم ليسوا بحاجة إلى تعديل أو تغيير في أسلوب وطريقة تفكيرهم , وتعاطيهم مع الآخرين ، فهم يظنون أنهم أفضل من غيرهم , ويتمتعون بمزايا تلغي معها كل تلك السلبيات التي يحاول الآخرون تصويبها لهم ، معتقدين أن تلك المحاولات والانتقادات الايجابية ما هي إلا مؤامرة حيكت لإضعافهم وإظهارهم بأبشع صورة ممكنة .
تفكيرهم بهذه الصورة وبهذه الطريقة يجعلهم يصرون على موقفهم , معتبرين أنهم على حق ومجردون من الأخطاء .. ولهذا السبب لا يهتمون بآراء الآخرين , وقد يصل بهم الأمر الى درجة اتهام من يواجههم بتصرفاتهم الدونية بأنه شخص مريض نفسيا وكل عيوب الدنيا فيه .
لهؤلاء نقول : أهمية أن يعيد الإنسان النظر في أفكاره وعاداته وأن ينفتح على رؤى وقراءات جديدة لا تنبع من أن التغيير مطلب من الآخرين , بقدر ما سيجلبه هذا التغيير من سعادة ورضا داخلي للشخص نفسه, وقدرة على تحقيق الأفضل في الحياة.
إن قدرتنا على الفصل بين الأشخاص الذين يهتمون بمصلحتنا , ويفرحون لنجاحنا , ويحزنون لإخفاقنا في أي مجال من مجالات الحياة , وبين أؤلئك الذين ينتظرون عثراتنا بفارغ الصبر ليقللوا من شأننا, ويسلبونا القوة الداخلية التي تدفعنا للتميز , وإبراز ما خفي من قدراتنا هي التي ستمكننا حتما من غربلة تلك الانتقادات لنأخذ الايجابي منها ونبدأ في تغيير ذواتنا , لنثبت لأنفسنا وللآخرين أنه بإمكاننا أن نصبح أفضل مما كنا عليه في الماضي , فالتغيير ليس مستحيلا ، وليس دليلا على ضعف , بل على العكس تماما قد يكون التغيير مصدر سعادتنا خاصة إذا قررنا أن نصدق مع ذواتنا .