لم يكن في الحسبان هذا الرفع الجديد ليس لأهمية بضع مئات من الليرات السورية - هي الفارق بين السعرين القديم والجديد - بل الحديث هنا عن آلاف ليست قليلة من الليرات ستضاف إلى الأسعار الحالية غير المحتملة من المواطن أصلاً..
لم تتقطع السبل بالباعة والتجار بل طريقهم سالك والمواطن أمامهم يحقق لهم الربح شاء أم أبى فإن ارتفع الدولار ارتفعت الأسعار وإن ارتفع المازوت ارتفعت الأسعار أيضاً وكذلك ارتفاع البنزين يفرز ارتفاع الأسعار أما إن ارتفع الغاز فالأسعار أيضاً مرتفعة لا محالة.. والربح يصبّ في جيوب ليس من بينها جيب المواطن..
اليوم بات المواطن في حالة لا يحسد عليها والحديث عمّا يقدّم له كثير كثير وهو حديث معروف إلا للمواطن طبعاً الذي تحمل سابقا وسيتحمل من جديد انعكاس ارتفاع أسعار المازوت والغاز على نفقات النقل بالشاحنات (بنزيناً كان وقودها أم مازوتاً) كما سيتحمل الغلاء الذي يتحمله التاجر المضحّي الذي يخسر يومياً كُرمى لعيون المواطن ورغم ذلك مازال يكدس الأرباح دون توقف او انقطاع بمعادلة بيزنطية غريبة ورغم ذلك محققة الحدوث..
السوق فالت من أي رقابة والأسعار فالتة من أي عقال والمواطن بات اليوم متفرجاً على كل ما يجري كما هو متفرج في السوق الذي يشكو الخسارة ولكنه يضجّ بالجديد من المنتجات والسلع، كما بات المواطن اليوم بحاجة إلى موازنة إبداعية تؤمن له الحدّ الأدنى من العيش القائم على الكفاف وليس على الإشباع، في حين يمكن ضبط الأسواق وعقلنة الأرباح كهدية غير مجانية للمواطن كونه دفع ثمنها للتجار ومن يغضّ بصره عنهم على مدى سنوات أربع ونصف ونيّف من عمره..
لا بدّ من حل لأن المسألة لم تعد تحتمل تحمّل المواطن لأنه تحمّل كثيراً لوحده في الميدان ولا بدّ لأحد غيره أن يتحمل معه، ولا بدّ من وضع حد لكل التجاوزات التي تستهدف جيب المواطن ودخله وإلا فإن أحداً لا يستطيع أن يعد بقدرة المواطن مجدداً على خلق موازنة إبداعية..