تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ويبقى تشرين في البال.. ذاكرة لا تموت

إضاءات
الأحد 11-10-2015
سلوى خليل الأمين

إنه تشرين ، الذي في اليوم السادس منه توحد الجيشان السوري والمصري في حرب شاملة على العدوالصهيوني ، حيث من مصر انطلقت ألوية الجيش المصري تحت مسمى حرب العاشر من رمضان التحريرية ومن سورية إنطلق أسود الجيش السوري تحت عنوان حرب تشرين التحريرية،

أما إسرائيل التي فوجئت بالهجوم المصري والسوري في يوم غفرانها فدعتها : حرب يوم الغفران.‏

دخل الجيش المصري محطماً خط بارليف كما دخل الجيش السوري عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة حتى حدود بحيرة طبريا وقمة جبل الشيخ التي وصل إليها رافعاً العلم السوري على قمته العالية محطماً أكبر مرصد للجيش الإسرائيلي بعد التمكن من أسر 31 جندياً إسرائيلياً وقتل 30 منهم كانوا حماة المرصد المذكور .‏

تحت قوة الضغط العسكري السوري من جهة الجولان والتقدم المصري من جهة قناة السويس وسيناء وبدء انهيار الجيش الإسرائيلي ومساندة العديد من الدول العربية ومنها العراق والجزائر والكويت عمدت الولايات المتحدة الأميركية إلى التدخل وإرسال وسيطها وزير الخارجية هنري كيسنجر من اجل فك الاشتباك ، وهكذا صدر القرار 338 عن الأمم المتحدة في 22 تشرين الأول العام 1973 بوقف الحرب. مصر قبلت تنفيذ القرار في نفس اليوم وعمدت إلى التقيد به فوراً في عهد الرئيس أنور السادات،أما إسرائيل فقد خرقته كما هي عادتها، تولول وتصرخ وتطلب العون الدولي ومن ثم تخرق تلك القرارات الدولية ، أما سورية فرفضت القرار وحولت الحرب إلى حرب استنزاف طويلة استمرت 82 يوماً، ولم تتوقف سوى بعد عدة جولات حوارية، قام بها وزير الخارجية الأميركية هنري كيسينجرمع الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي وافق اخيراً على وقف حرب الاستنزاف وقد نص الاتفاق على فصل القوات بين سورية والعدو الصهيوني بعد إخلاء القنيطرة التي احتلت في العام 1967 وإعادتها إلى سورية. هكذا توقفت الحرب في نهاية شهر آيار من العام 1974، ولم تستسلم سورية ،بالرغم من قوة ضغط الطيران الإسرائيلي ودباباته ..لأن الرئيس الأسد فرض شروطه من أجل الخروج من المعركة، التي لم تكن متكافئة لجهة ما تملكه إسرائيل من أسلحة في الجو والبر متطورة جداً، ولم يسجل أن سورية خرجت منها منهزمة كما أشيع، وكما يردد، بل تمكن الرئيس حافظ الأسد من استعادة جزء كبير من منطقة الجولان إلى الحضن السوري.‏

هذه هي سورية وهذا هو تاريخ النصر التشريني لسورية الذي عمده القائد الراحل حافظ الأسد بالدم الذي لا يمكن ألا يضحى به من أجل الحق وسيادة سورية وكرامة العرب اجمعين وفي طليعتهم فلسطين التي ما زالت سورية تحمل راية خلاصها من أيدي الصهاينة وتعتبرها بوصلة الجهاد والمقاومة المستمرة كما هو خط سير الرئيس القائد بشار الأسد ، لهذا ما زالت المؤامرات تنهال على سورية ومنها هذه الحرب الكونية التي تخوضها بصلابة منذ أذار العام 2011 بصمود شبيه بصمود تشرين العام 1973 ، حيث إن سورية بقيادتها وجيشها وشعبها وتاريخها المجيد لا يمكن لأي قوة في العالم مهما بغت وتجبرت وحقدت وطغت ان تنال من صمودها وعقيدتها النضالية.‏

بعد هذه المقدمة المختصرة عن حرب تشرين المطبوعة في ذاكرتنا والتي يجب ألا تهمل ، لا بد من توجيه التهنئة لسورية بتشرينها الماضي وتشرينها الحاضر والمقبل، ألم يقل الرئيس الخالد حافظ الأسد : «إن الأمة التي انتصرت في تشرين هي الأمة التي تعرف الطريق إلى تشرين آخر» . باختصار هذه هي سورية في ظل قيادتها الوطنية المقاومة والمتعاقبة، التي لا تعرف الارتهان والانكسار والخضوع ،ولا تسعى لشهوات الحياة، ولا يعنيها الترهيب أوالترغيب، لأن سياستها قائمة على إعلاء كلمة الحق ، والحق هو تكريس كرامة الأمة والشعب من خلال القيام بتأدية الواجب الوطني بكل دقة، وتنفيذ وكالة الشعب بكل أمانة، فلا تاريخ لقائد يهرب من معركة المصير، ولا شرف لرئيس يخون شعبه وبلده حين التعرض لمؤامرات التفتيت والتقسيم والفتن الطائفية والعنصرية ، ولا اكتمال لأبجدية تغفو في احضان أعداء الأمة وتتنازل طوعاً عن مقارعة الأعداء والعصابات التكفيرية التي وقف لها بالمرصاد الرئيس بشار الأسد مع شعبه وجيشه بالرغم من القوى العاتية التي حاصرته منذ العام 2011 ، وباتت اليوم تقرأ فعل الندامة على خزيها وعارها الذي كتبته سورية بصمودها الجبار.‏

لهذا لا بد من توجيه التحية إلى أهالي شهداء حرب تشرين التحريرية، وأهالي شهداء الحرب الكونية الشيطانية الحالية، التي تماهت انتصارات عنفوان وكرامة على أرض سورية العروبة، المخلدة في صحائف التاريخ ومرايا الزمن المتسابق على أجنحة نسورها الفوارس ، المسطرين بمجاذيف قلوبهم وصمود سيوفهم المجد لسورية في تشارينها المزينة بلؤلؤات تغط على جباه أمة رنحها الهوى الأميركي، حتى أصبحت أهزوجة سخرية تنتظر الغيث من سماواتهم الملبدة بالغيوم السوداء، حين سماء سورية تضج بالفرح لنصر بات قاب قوسين او أدنى من رد الجواب، الذي تحسن قيادة سورية مجابهتهم به..عبر كل المسارات.‏

من هنا يبقى لتشرين في البال ذاكرة حية، لا تموت ولن تذبل، ما دامت سورية قبلة العرب وراية النضال المرفوعة على الدوام ، ولغة الحق القاهرة لكل من يتجرأ على المساس بمجدها وتاريخها العريق والأصيل المكتوب في الكتب صيحات مواعيد، لانتصارات مطبوعة بالدم وموقعة بالقلوب الطاهرة، القاهرة لكل اعداء الأمة الذين رفعوا أصابعهم العشرة احتراماً وطاعة لسورية: قائداً وجيشاً وشعباً لا يقبل الضيم ولا يستسيغ الخيانة والعمالة، مهما تكالبت الخطوب، واشتد أوار الزمان، وقست الظروف، فالشمس تعرف مدارها إلى قمم سورية الشامخات، والياسمين يتقن احتضان أسوار منازلها المؤانسة عبير النصر الدائم، والرياح تتململ بين حارات مدنها وقراها التي تصفق حالياً لأعراس الفرح القادم على فوهات الحب الكبير لسورية، التي لها في القلوب مساكن دائمة، لا يمكن لأي قوة في العالم اجترارها أو شطبها عن خارطة مواعيدنا الثابتة دوماً وأبداً.. وإلى ما شاء الله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية