وكذلك لم يتفقوا على آلية لوقف أعمال العنف في العراق وإصلاح ما خربه الغزو الأميركي الذي دمَر البلاد دون أن يمتعض أياً منهم!!،كما أنهم لم يتفقوا على صيغة لإعادة اللحمة والوحدة إلى السودان الذي تمزق بمباركة منهم!!،حتى إنهم لم يتفقوا على تقديم ولو اعتذار رمزي لليبيين الذين قتلوا بضوء أخضر وتمويل منهم!!، لكنهم اتفقوا اليوم وخلافاً لكل يوم على إراقة دماء السوريين وسلبهم عزتهم وكرامتهم.
الهجمة المسعورة ضد سورية لا جديد فيها سوى أن هؤلاء قد خلعوا قناع العروبة وباتوا يقامرون على المكشوف وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا عبيداً أو مجرد بيادق يحركها الأميركي والأوروبي والإسرائيلي واهمين بأنهم سيحققوا بعض المكاسب متناسين أن الدور آت عليهم عاجلاً أم آجلاً وأن مشروع الشرق الأوسط الجديد أو سايكس بيكو العصر لن يستثني أحداً.
لم يعرف تاريخ معظمهم سوى التآمر والغدر والمكائد وطعن الابن لأبيه من أجل سدة الحكم ومع ذلك يطلون علينا بوجوههم الملطخة بدماء شعوبهم ليتشدقوا علينا بشعارات الحرية والديمقراطية الزائفة والتي كان الأولى بهم تطبيقها في ممالكهم وإماراتهم التي تنوء باستبداديتهم.
وها هو فصل آخر من فصول المؤامرة على سورية ينكشف اليوم حيث تتورط قوى عربية وإقليمية وخارجية في محاولة تكبيل سورية وحرفها عن مسارها وإرضاخها لإملاءات الغرب وأعوانه وجعلها تنضم إلى حظيرة الخانعين، فشيخ الناتو القرضاوي يدعو إلى تدخل عسكري دولي في سورية فيما يدرب خبراء عسكريون أميركيون وفرنسيون وبريطانيون إرهابيين في دول الجوار لتهريبهم مع أسلحتهم إلى سورية لتنفيذ أبشع المجازر ضد المدنيين وذلك في وقت تنتفض فيه تركيا بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تهدد الأمن الإقليمي علماً أنها ولغاية اللحظة لم تحرك ساكناً ضد إسرائيل التي قتلت نشطاء«مرمرة»بل تقبلت الصفعة برحابة صدر وكافأت الإسرائيلي بالدرع الصاروخي الذي يحقق مشاريعه في المنطقة،بينما الولايات المتحدة وبوقاحتها المعتادة تحمل قيادة سورية المسؤولية عن أي قتيل في سورية متجاهلة تماماً واجبات الدولة في الدفاع عن السوريين من هجمات المسلحين،تريد لعصاباتها أن تقتل وتمثل وتشوه دون أن يحاسبها النظام وأن يتصدى لمرتزقتها؟أميركا تبكي على كرامة المواطن السوري مع أن قناعتها حول كرامة الإنسان قد بدت جلية عندما رمت برفات 274 جندياً أميركياً قضوا في سبيل حروبها الشيطانية في مكب للقمامة في ولاية فرجينيا،أما المهزلة الكبرى فهي عندما يكرس مجلس الأمن مع مفوضية حقوق الإنسان الأممية جهودهما الخبيثة والتي ستبوء بالفشل لإطباق الخناق على سورية التي ستبقى حرة أبية رغم أنوفهم.