لكن المفاجئ والغريب أن تكون الجريمة بحق جنود أميركيين قتلوا في انفجارات كبيرة، وسلموا إلى قاعدة دوفر الأميركية المسؤولة عن دفن قتلى الجنود الأميركيين في حربي العراق وأفغانستان.
الفضيحة الجديدة التي كشفتها صحيفة الواشنطن بوست واعترف بها الجيش الأميركي هي إلقاء رفاة أكثر من 274 جندياً أميركياً بمكب للقمامة في ولاية فرجينيا الأمر الذي أثار حفيظة الشعب الأميركي، ولاسيما أسر الجنود وعائلاتهم وطرح الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول هذه الإجراءات اللا إنسانية بحق أبناء جلدتهم الذين ينفذون مخططات واشنطن العسكرية في أربع جهات الأرض، ومدى الاستهتار بحقوق الإنسان والتعامل باحترام مع رفاة الجنود.
القوات الجوية في قاعدة دوفر والمسؤولة عن التعامل مع رفاة الجنود الأميركيين حيث تعتبر القاعدة نقطة الدخول الرئيسية لقتلى الحروب الأميركية بررت أفعالها المثيرة للجدل بأن أسر الجنود أعطت الإذن بالتعامل مع بقايا رفاة الجنود وأنها أوقفت هذه الإجراءات عام 2008 الأمر الذي دفع أسر الشهداء لاستنكار هذه التبريرات ووصفوا هذه الإجراءات بأنها احتقار للجنود الأميركيين، وأمر لايتقبله العقل وحملوا المسؤولين الأميركيين مسؤولية هذه الأعمال المنافية لحقوق الإنسان والتعامل وباحترام مع رفاة الجنود الأميركيين.
الجرائم التي يرتكبها الجيش الأميركي في العالم كثيرة ومتواصلة وماقامت به هذه القوات من استهداف للمدنيين في أفغانستان وباكستان في الآونة الأخيرة وحيث راح ضحية ذلك آلاف الأبرياء خير مثال على الأعمال العدوانية والتي تم تبريرها على أنها خطأ استخباراتي، كما أن صحيفة الواشنطن بوست قد كشفت جرائم أخرى تمثلت في قيام جنود أميركيين بقتل المدنيين الأفغان للتسلية وأنهم قاموا بالتمثيل في الجثث وأخذ الصور معهم للتذكار مضيفة أن فرق القتل والاغتيالات تم تشكيلها في عام 2009 بأفغانستان بعد انضمام الرقيب كالفين جيبس الذي تزعم هذه العصابات وأنه قال لزملائه: إنه لم يلق صعوبة في القيام بمثل هذه الأعمال خلال خدمته في العراق عام 2004 وهو مايعني ارتكاب مثل هذه الجرائم في هذا البلد الشقيق الذي غزته القوات الأميركية.
الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال في العراق ويندى لها جبين البشرية كثيرة وتم كشفها كثيرة وماخفي منها أكثر وأبشع، وخير مثال على هذه الفضائح عمليات التعذيب الممنهج للمعتقلين العراقيين والأعمال اللاإنسانية التي تعرضوا لها ولاسيما في سجن أبوغريب- سيئ الصيت- حيث نقلت وسائل الإعلام في حينها صوراً عن هذه الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين العراقيين الأمر الذي خلف ردة فعل عنيفة في الشارع العراقي ودفعته لمقاومة هذه القوات الغازية التي تستهتر بأبسط حقوق الإنسان.
ماتم عرضه غيض من فيض جرائم الجيش الأميركي بحق شعوب المنطقة وحتى بحق أبناء جلدتهم، وهذه الجرائم إن دلت على شيء فإنما تدل على الروح العدوانية التي يتسم بها الجيش الأميركي والتي تلقى كل الدعم من المسؤولين الأميركيين لإرهاب الشعوب وإخضاعها لسيطرتهم دون أي قيمة لشعاراتهم التي يتشدقون بها كحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وغيرها من الشعارات الزائفة التي تطلق لتبرير العدوان، فهل اعتبر العرب الذين ارتضوا أن يكونوا رهينة لمسؤولي الغرب وأدوات رخيصة لتنفيذ أجندتهم الاستعمارية على حساب شعوبهم وذلك عبر إثارة الفوضى والتخريب؟ وهل هذه الجرائم والأفعال الشائنة التي ترتكبها واشنطن هي قدوة شيوخ الفتنة الذين يدعون للتحريض والمزيد من سفك الدماء؟.
إننا على قناعة بأن مصير هؤلاء لن يكون أحسن حالاً من الجنود الأميركيين الذين أحرقت جثثهم وأشلاءهم وألقيت في مكبات القمامة ومزابل التاريخ.