أخيراً تمد اليد سحرها. أخيراً يظل الإيحاء بعداً مساوياً للحركة. الملامح شكل لا يتناقض مع رمزية الواقع. هو نداء الفضاء المتسع عميقاً. إن من يهتف لا يمكن أن يسكن في فضاء خارجي.
الواقع يحترم من يصدقه حتى في الحلم. قد يكون الفعل أسمى من تعابير لا يحددها كيان: العدالة الأخلاق، التناظر الجمالي، الحدود المغرقة في الالتقاء. الجغرافيا الإنسانية منبع كوني. كيف نفاضل على شيء لا يمكن المفاضلة عليه؟.انتظروا القادم. الرؤيا ستتوضح، والتراب سيسمو أكثر على لونه. سيكون من لحم ودم.
أرواحنا قد تمر في طريق العودة إلى الجحيم.. لابد من التمرغ بالنار.. الطهارة فعل ليس منافياً للجمال.. وكي نصل إلى الجنة لابد من الاغتسال بالنار. لسنا سماويين ولسنا أرضيين، نحن كلاهما، الله يسكن في كل مكان، ونحن زرنا الاثنين.. كيف لا؟ وقد طردنا مرة، لأننا أحببنا الحرية، أحببنا الانعتاق من كل ما يعيق حبنا للأنثى. المساواة تربطنا بما منحنا له الحب قرية كونية. يا أيها المسكون بالغياب! إلى أين سنمضي بعد كل الذي صار، والذي سيكون؟
مرحباً بك، مرحباً ووداعاً في الضوء إلى الضوء. أليس الموت طيفاً مزخرفاً بالحمرة القانية المشعة؟
أشتاق لكل ما ألمسه، للموت الغادر، للروح العابرة للقارات، للأظافر العالقة في حدقتي، لتجرح المكان والحب، لبراثن القبلة الأخيرة. طوبى لليد التي تعرف كيف ترفع الجمال من مهده!
طوبى للصوت حينما يفتت الريح والرصاص، طوبى للعيون التي تنظر نظرة أخيرة للبرعم حينما يتفتح في فوهة النار.
كم نعمنا بالراحة.. وكم تعبنا بلا طائل! ليست الراحة عبودية.. الراحة خالدة كما الموت, نكره الخضوع كما نكره الراحة الضالة. الشكر للطريق الذي عرف كيف هي خطواتنا. وشكراً لخطواتنا التي تعرف زمرة دمها.
هناك ما يخط على الدرب ..هناك الكثير من الكتابة بالخطوات. المعنى يبدأ من فكرة المشي. بالمشي سنبدأ فكرة تخطي العضلات. الجسد شجرة متحركة. ماذا لو تساقط الثمر مع القلوب؟ الساحات ناضجة كما الأرواح.. كما رغباتنا التي لا تنتهي.
لمجدنا الحالم، لأرضنا المسكونة بالعواصف والحب، هذا أوان الحرية، هذا أوان الخطا الناضجة والبوح المزروع في حناجرنا التائقة للبلوغ.
سيعرّفنا المعنى بكل أناقة على الدرب. ألا يلبس دماءنا حينما يتمزق بالرصاص؟ لحمنا غطاء يدفىء عريه. إننا الحياة وسط هذا الموت.