تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تظاهرة.. أفلام لم نشاهدها... «عصور الحب» يفتتح التظاهرة بسحره وعذوبته

سينما
الأثنين 12-12-2011
فؤاد مسعد

بروح مفعمة بالكثير من الأمل والحب والجمال وسحر المكان قدم المخرج جيوفاني فيرونيزي الجزء الثالث من فيلم (عصور الحب Manuale D،Amore) الذي افتُتِحت به تظاهرة (أفلام لم نشاهدها)

في صالة سينما كندي دمشق مؤخراً ، كتب الفيلم كل من أوغو تشيتى وجيوفاني فيرونيزي ولعب أدوار البطولة فيه كل من: روبيرتو دي نيرو ، مونيكا بيلوتشي  ، ريكاردو سكمارتشو ، كارلو فيردوني ، فاليريا سولارينو ، لورا شياتي .. وهو مؤلف من ثلاثة فصول كل منها يتناول قصة مختلفة عن الأخرى يجمع فيما بينها الحب والأمل . فسهم كيوبيد (سهم الحب)‏

لا يفرق بين كبير وصغير أو غني وفقير أو حتى أعزب ومتزوج ، إنه سهم يصيب القلب في الصميم وإن أصاب يكون الحب هو سيد الموقف ، وقد أصاب هذا السهم أبطال القصص الثلاث على اختلاف أعمارهم ، فالقصة الأولى أبطالها شباب في مقتبل العمر أما القصة الثانية فبطلها يشارف على التقاعد ، والثالثة بطلها في أواخر الستينيات وبطلتها في الأربعينيات . ولكن في الحالات كلها الحب واحد والشعور به يمنح صاحبه كيمياء خاصة تفضحه .. إنه سحر الحب .‏

الحكاية الأولى تدور حول روبيرتو المحامي الشاب الطموح الذي مازال في مقتبل العمر وتجمعه علاقة حب جميلة أقرب لحب المراهقة مع سارة ويعتزمان الزواج قريباً ، يحصل على فرصة عمل قد تغير له مجرى حياته المهنية والمطلوب منه إقناع عجوزين يسكنان في بلدة صغيرة بأن يأخذان بعض المال ويتركان منزلهما، وبالفعل يذهب في مهمته ولكنه يصادف هناك ميكول المثيرة التي توقعه في حبها ما يجعله يفتعل المبررات لسارة حول بقائه في البلدة لبعض الوقت ، ويعيش صراعاً داخلياً عنيفاً محوره الحب ، لكنه يكتشف أن ميكول متزوجة فيعود إلى رشده ويقرر ألا يوقع بالعجوزين ويكمل مشوار حبه الأساسي مع الفتاة التي رأت فيه الهواء الذي تتنفسه (كما عبرت له في الفيلم).‏

أما الحكاية الثانية فهي لمذيع تلفزيوني مشهور بقي له سنتين للتقاعد توقع به امرأة مدعية أنها طبيبة نفسية فيقيم معها علاقة عابرة رغم أنه لم يبق له وخان زوجته ، لكنه يكتشف فيما بعد أنها ليست سوى امرأة مريضة نفسياً تحاول أن تستغل ذلك اليوم الذي قضاه في منزلها وصورته دون أن يدري الأمر الذي من شأنه أن يهدد حياته العائلية ومستقبله المهني ، وبالفعل تُدمر حياته فزوجته وابنته يتركاه ويجد مديره في العمل أن الحل الأنسب له أن يكون مراسلاً للتلفزيون في بلد إفريقي لينهي خدمته هناك قبل أن يخرج على التقاعد ، إلا أن من أوقعت به تعيد إليه قبل سفره الشريط الذي سجلته له .‏

وفي القصة الثالثة والأخيرة التي يؤدي بطولتها كل من روبرت دي نيرو مجسداً دور أستاذ في تاريخ الفن مطلَّق انتقل إلى روما المدينة الَّتي طالما أراد أنّْ يعيش فيها، ليبدأ حياة جديدة ومونيكا بللوتشي التي تؤدي دور راقصة تعري أربعينية فشلت في حياتها ويلاحقها الدائنون ، ولكنها تستطيع تغيير مجرى حياة دي نيرو الذي سبق وأجرى عملية تغيير قلب ومن وقتها هجرته زوجته وهجر الحب ، ولكن وجودها المُفاجئ وهي ابنة صديقه الوحيد جعل لحياته هدفاً انتهى به للزواج بها وإنجاب طفل ، فقد خُلقت بينهما كيمياء خاصة كانت كفيلة بلعب دور الجاذب بين قلبيهما ، ورأى كل منهما بالآخر ما لم يره الناس كلهم ، وخلص دي نيرو للقول إن الحياة ليست ما نعيش وإنما ما سوف نعيش ، فالحب لا يتغير وهو نفسه في أي حالة ومهما تقدم العمر ، كما أن القلب لا يتقاعد عن الحب ما دام يخفق .‏

استطاع المخرج جيوفاني فيرونيزي أن يورّط المشاهد ويجذبه إلى الفيلم بما يحمله من عوالم تتنفس حب وأمل ، ذاك الحب الذي يلج إليه بشفافية عالية لا تخلو من الطرافة أحياناً، ما فرض على المتلقي دخول اللعبة ومتابعة ثلاث تجارب مختلفة المشارب ، حتى يمكن القول: إن الفيلم جاء بما يحمله في العديد من مفاصله أقرب إلى الفانتازيا الساحرة التي تُبعد المشاهد ولمدة ساعتين تقريباً عن هموم الحياة اليومية، فيسبح في عالم من العذوبة والعشق منتصراً إلى النهايات السعيدة ، محتفياً بالمكان كأحد الأبطال الرئيسيين شأنه شأن الموسيقا التي هُيئت الأجواء وعمقت الإحساس بالحالة التي يتم تناولها ضمن هذه الأجواء الساحرة ، إضافة إلى الإضاءة واللون والكاميرا التي استطاعت نقل نبض قلب العاشق ورصد أصالة مدينة أظهرتها مغرقة في جمالها ، كما برز الحضور الأخاذ للممثلين بعفويتهم رغم صعوبة بعض المشاهد كمشهد التعري الذي قام به (دي نيرو) وفيه رأت حبيبته الندبة الكبيرة التي خلفتها العملية الجراحية على صدره بينما آثر على إخفائها دائماً .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية