تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاقتصاد العالمي .. وقصة الأمن الغذائي

مساحة للرأي
الأحد 27-1-2013
بقلم د. قحطان السيوفي

    الأمن الغذائي وتداعياته على الدول والمجتمعات ...يشكل قضية عالمية , كما أنه يعتبر من المواضيع الوطنية الملحة التي يجب أن تحظى باهتمام القادة السياسيين

في كل دول العالم منفردين ومجتمعين , بالإضافة لاهتمام خاص من المنظمات الإقليمية والدولية . الفقر والجوع من التحديات الكبرى التي تواجه المجتمع الدولي ؛ أسعار المواد الغذائية في ارتفاع , وعدد الجياع في العالم يسجل زيادة ملحوظاً خاصة بعد انفجار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية المستمرة ...كان عدد الجياع في العالم قبل انطلاق الأزمة عام 2008 حوالي (850) مليون جائع وارتفع العدد مع الأزمة ليسجل اليوم أكثر من مليار جائع . قصة الأمن الغذائي للشعوب والمجتمعات تاريخية ولكنها مستقبلية أيضاً , وهي أيضاً معضلة القرن الواحد والعشرين ؛ سوء المواسم الزراعية بسبب عوامل طبيعية وغيرها ؛ كشح المياه , الفيضانات ,  وارتفاع أسعار المواد الغذائية ، بالإضافة لتراجع الاستثمارات وبخاصة في القطاع الزراعي, وأيضاً نقص الدعم المادي والإرشادي للإنتاج الزراعي والحيواني , ناهيك عن إجراءات الحمائية الزراعية , التي تسهم بشكل أو بآخر في ارتفاع أسعار المواد الغذائية ...الملاحظ تاريخياً أن القمم المتعددة حول الغذاء , والمؤتمرات واللجان المنبثقة عنها  والمَُشَكلة بموجبها , طوال العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية ,وحتى يومنا هذا , لم تؤدِ إلى صيغ عملية ومُرضِية لعلاج أزمة الغذاء العالمي . وزير الزراعة النمساوي الأسبق الدكتور (فيشلر) توقع أن تكون قصة الغذاء كارثية في القرن الواحد والعشرين , وكان محقاً عندما طالب الهيئات العالمية المعنية بموضوع الغذاء بتولي مسؤولياتها , والعمل على تفعيل أنظمة جديدة لمواجهة اتساع رقعة الجوع في العالم , وتحفيز أبحاث المناخ , واستخدام الأدوات السياسية والخبرات الاقتصادية في سبيل ما سماه (صنع التغيير المنشود ) . الكثيرون اليوم يتذكرون قول الرئيس الأمريكي (جون كينيدي) مُحذراً يومها  (إذا كان العالم لايستطيع إنقاذ الفقراء الكُُثر ,فإنه لايستطيع إنقاذ الأغنياء القلائل  ) .رغم الجهود الدولية في مجال الغذاء العالمي , فإن قضية الغذاء برزت عملياً ,لأول مرة بقوة كموضوع رئيسي , في قمة تموز عام 2009التي استضافتها مدينة (لاكويلا) في ايطاليا , حيث تم التركيز على موضوع ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية . وهكذا فإن قضية الغذاء ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجموعة القضايا الأساسية الأوسع والتي لاتتم معالجتها بالشكل الصحيح على صعيد المجتمع الدولي...كما أشرنا ومع استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية يلاحظ أن التعاون الدولي أصبح اليوم أكثر هشاشة من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية1945 .بالمقابل فإن ضعف الأمن الغذائي يُسلط الضوء على كل المشكلات الرئيسية التي يعانيها العالم الحديث  ؛ في ظل أزمة اقتصادية عالمية‏

 أخيراً نرى أن مشكلة الغذاء أصبحت هماً عالمياً , ويجب أن يواجه بآليات عالمية دون الإقلال من أهمية الجهود الوطنية :ولابد من إعادة هيكلة منظمة الغذاء العالمية (الفاو) التي لم تتمكن حتى الآن ,رغم جهودها , الحد من عدد الجياع في العالم . وعلى دول العالم ,كبرى وصغرى , أن تتعاون وتعمل على تشجيع الاستثمار في الزراعة , وهو استثمار مجدٍ ومنتج , وليس استثماراً ريعياً أو خيرياً ...كما يتوجب المراقبة والحد , ما أمكن , من إجراءات الحمائية الزراعية بما يساهم في وصول الغذاء إلى محتاجيه  بأسعار مقبولة .مع الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأثيره المباشر على عدد كبير من سكان العالم, يدق جرس الإنذار حول التداعيات الخطير لذلك,على الصعد   الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية