عبر اجيال طويلة حيث كان التلاحم الوطني والانساني جزءا لا يتجزأ من طبيعة المجتمع السوري بكل مكوناته.
وأوضح الوزير حيدر خلال لقائه أمس محافظ اللاذقية سليمان الناصر ان زيارته إلى اللاذقية تأتي في اطار جولة شاملة علي المحافظات بعد اقرار البرنامج السياسي لحل الازمة في سورية بهدف تهيئة البيئة الشعبية الفاعلة لتنفيذ البرنامج الذي يشكل المخرج الحقيقي من الازمة.
وأشار وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية إلى ان المواطن السوري لا يحتاج إلى دعوة للانخراط في عملية المصالحة الوطنية باعتباره هو من حمى البلاد ودافع عنها في وجه اخطر مشروع يتهددها عبر تاريخها رغم كل ما تعرض له من ضغوطات ومحن دون أن يتخلى عن وطنيته وانتمائه معتبرا أن المتابع للتفاصيل يدرك ان حجم الدعم الخارجي لمن دخل على مسار الازمة السورية يعادل ثلاثة اضعاف ما قدم في الحرب العالمية الثانية.
ورأى الوزير حيدر أن الوصول إلى نتائج ايجابية مع الشباب السوري تأخر بسبب حجم الدعم الخارجي والتضليل الكبير الذي يمارس ضد المواطن السوري موضحا أننا بدأنا أمس نقطع شوطا جيدا لجهة توجيه هؤلاء الشباب إلى اعمال العقل والتمحيص بالاحداث التي تحصل في سورية والقيام بقراءة نقدية لها.
وأكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أن الظرف الموضوعي لاخراج سورية من محنتها قد نضج على المستوى المحلي والاقليمي والدولي وان المواطن السوري اليوم عرف جيدا ما يجري في سورية وقد بقيت الدولة بكل قوتها وقدرتها تمارس دورها كدولة راعية وأبوية وتقدم كل ما يحتاجه المواطن السوري رغم قلة الموارد مقارنة مع دول اقليمية قريبة منها الامر الذي يؤكد على قوة سورية الدولة والتي قطعت شوطا كبيرا نحو الخروج من هذه الازمة.
ولفت حيدر إلى أن مشروع المصالحة الوطنية يسعى لانتاج شبكة علاقات جديدة بين ابناء الشعب السوري تزيل اثار الماضي وتقدم رؤية جديدة لبناء سورية المتجددة التي يرغب بها الجميع فهو مشروع سورية النهضوي القادم على قاعدة الانتاج والفعل ولاسيما أن هذا المشروع يحمل الكثير ليقدمه في المرحلة القادمة.
بدوره أشار محافظ اللاذقية إلى ان المشهد الاجتماعي والانساني في اللاذقية يختزل المشهد السوري كاملا فاللاذقية اليوم تحتضن كل السوريين المهجرين من محافظاتهم ومدنهم بفعل الاعمال الارهابية المسلحة المجرمة فطالما كانت اللاذقية بشعبها المعطاء وبطيفها الملون قادرة على الاتساع لتستضيف كل السوريين مجسدة بذلك مثالا حيا للالفة والمحبة بين مختلف شرائح المجتمع الذي تسوده الالفة والتآخي منذ الاف السنين.