إلى منطقة الينابيع مشيراً إلى أن تنقية المياه بالفحم والرمل قد يكون حلاً مؤقتاً, حيث سيتم تحميل المحطة وزناً زائداً ما يسبب قصر عمر المحطة,والأفضل للمدى الطويل نقل المأخذ إلى الينابيع ,وقد طرح الأمر عدة مرات خلال السنوات الخمس الماضية ليأتي جواب المعنيين بعدم الإمكانية بسبب الصعوبات الفنية, وقد سبقتنا طرطوس بوضع المأخذ عند الينابيع نتيجة الوضع الجغرافي كما أنها استفادت من الأخطاء التي وقعنا بها في مأخذ مياه اللاذقية حيث نفذ بعد عشر سنوات تقريباً..
وعتب على المعنيين في طرطوس لاهتمامهم بتلبيس جدار الحماية القديم الذي يبلغ عمره 20 سنة ويهملون إقامة الصرف الصحي لعمالهم, وهو الأهم لوجود 28 عاملاً لديهم, كان ذلك عقب الاحتفال الذي أقامته الجمعية العلمية البيئية بمناسبة اليوم العالمي للمياه بالتعاون مع مديرية الموارد المائية باللاذقية ودار الأسد للثقافة.
وخلال الاحتفال ألقى المهندس تميم علي محاضرة تندرج تحت عنوان (استدامة الموارد المائية في الساحل ) نبع السن نموذجاً موضحاً أن نبع السن من أهم الينابيع في حوض المتوسط دائم الجريان,وهو ذو تغذية جوفية, يتميز بالاستجابة السريعة للشدات المطرية وذلك بحدوث موجات جريان عالية بعد الهطولات الغزيرة.
اقتصرت صيانة بحيرة السن قبل 2005 على قص الأعشاب النامية ضمن المياه بواسطة زورق خاص نظراً لوجود مأخذ مياه شرب اللاذقية في نهاية البحيرة وخلف المفيض المتحرك,وهذه العملية لم تكن مجدية بسبب: اتساع البحيرة 73 دونماً وسرعة نمو الأعشاب ,و ارتفاع نسبة الأمونيا والنترات الناتجة عن تحريك البقايا العضوية المتخمرة التي حالت دون إتمام عمليات التعزيل لذلك تم التعزيل بواسطة باكر درغلاين ونجح الأمر لكن خلال فترة الصيف تنخفض غزارة النبع ما يعوق عملية الصيانة وترحيل الناتج عن طريق المفيض, فيتم العمل على تجميع نواتج التعزيل بواسطة الزورق ,ورفعها بواسطة الباكر, وترحيل الناتج خارج الحرم ليخلص المهندس علي إلى عدة مقترحات: أولها إتمام المشاريع التي قيد الدراسة كمشروع إكساء خندق الحماية وتنفيذ ردميات على الطرق المحيطة ,وتنظيم وإعادة زراعة الأشجار ضمن الحرم المستملك و العمل على نقل مآخذ مياه شرب اللاذقية من نهاية البحيرة ,إلى منطقة الينابيع والعمل على تأمين كراكة حديثة من أجل إزالة الطمي والنباتات المائية من البحيرة للتخفيف ما أمكن من تأثير النباتات المائية على نوعية المياه ومنع إقامة المنشآت الملوثة ضمن الحوض المغذي لنبع السن ,ومراقبة المنشآت الموجودة بشكل دوري وصارم ومساعدة البلديات في القرى الواقعة ضمن الحوض المغذي لنبع السن في تنفيذ شبكات صرف صحي كتيمة.
وإقامة حملات التوعية للمزارعين من أجل الاستخدام الأمثل للأسمدة المعدنية في الأراضي الواقعة ضمن الحوض المغذي ,وتطبيق حل شامل وفوري لمخلفات معاصر الزيتون وإلزام أصحاب معاصر الزيتون باتباع شروط الترخيص.
من جانبه أكد رئيس الجمعية العلمية البيئية الكيميائي تمام منصورة قائلاً: نحن كجمعية أهلية نحتفل بالعمل الجاد والمخلص .. وزرع ثقافة العمل الجماعي والطوعي ونشر الوعي البيئي الذي أضحى ضرورة وواجباً ولزاماً علينا جميعاً كل في موقعه, وحسب إمكانياته ولاسيما أننا نعاني من مشكلات بيئية كبيرة, أهمها مشكلة الاحترار الكوني, إذ يقول التقرير الجديد الصادر عن الهيئة الحكومية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه بات من المؤكد في يقين العلماء وبنسبة 90% أن حرق الوقود والأنشطة الإنسانية الأخرى هي التي تقود إلى تغير المناخ.
مضيفاً: علينا مضاعفة جهدنا على الرغم من أن سورية من الدول السباقة في التوقيع على جميع الاتفاقيات الدولية فيما يتعلق بمشكلة الاحترار الكوني ,أو بما يتعلق بالنقل والاستخدام الآمن للمواد الكيميائية والكثير من الاتفاقيات الدولية الأخرى.في نهاية الاحتفال كرمت الجمعية العلمية البيئية عدداً من المهتمين بالحفاظ على البيئة.