لأنها كل ذلك، نقول لكلِّ من ينتمي إليها بروحه وقلبه وعقله: «لا وجل».. نقول لها: «سورية أنتِ الباقية أبداً.. أنت الأمل»..
إنهُ ماقلناه مراراً.. قلناهُ قلبياً وأخلاقياً وانتماءً سورياً. قلناهُ ومازلنا وسنبقى نؤكدهُ إعلامياً.. أما الفنان الذي قاله مثلنا.. قلبياً وأخلاقياً وسورياً، فيؤكده رسماً أو نحتاً أو تصويراً إبداعياً.. يقوله ويؤكدهُ كما قاله وأكّده كلّ من شارك في معرض التصوير الضوئي الذي تسرّب من عديدِ لوحاته، دفءٌ أكَّد بأن سورية هي فعلاً بلدُ الحبِّ وإشعاعاته.
نعم، هذا ما تسرَّب من لوحات المعرض الذي أُقيم في صالة «ثقافي أبو رمانة» والذي دعا إليه «نادي أصدقاء الكاميرا». المعرض السنوي السادس في توثيقهِ للحالات التي تعيشها سورية. لوحاتٌ معبرة في صورها الإنسانية والاجتماعية وأخرى ساحرة بتصويرها للأحياء الدمشقية. آثارٌ وتراثُ وأزياء وسوى ذلك مما استقطب أروع المناطق السياحية.
لا شك أنه الإصرار على ديمومة الحياة والجمال والحضارة في هذا الوطن. على إحيائه رغم الحرب والألم والموت الذي داهمه به أعداء الحياة والإنسان والزمن.
إذاً.. «سورية أنت الأمل» عنوان المعرض الذي دعا إليه الفنان «محمود سالم» المصور الضوئي والمشرف على «نادي أصدقاء الكاميرا».. المعرض الذي شارك فيه، ومن سورية وخارجها 42 مصوراً قدَّموا 50 صورة أكدت جميعها، بأن الحياة باقية وستستمر رغم ظلم وظلام المعتدين، وبأن لا شيء يقتلعُ الأمل والدفء والحب من قلب السوريين.
حتماً، هذا ماأريد من المعرض الذي أعلن أغلب المشاركين فيه، بأن الصور التي قدموها، هي توثيق لكلِّ الفصول التي مرَّت بها سوريتنا.. فصول استقررها وأمانها ومن ثمَّ، ما تعرَّضت له على أيدي المعتدين ممن سعوا لإبادة الحياة ونشر اليأس والألم في قلبها وروح إنسانها.. توثيق سيبقى أبد الدهر، يدل على أنها الباقية، رغم الخيانة والتآمر والنزيف والغربة والقهر.
باختصار، لقد أهدانا هذا المعرض بلدنا باختلاف ألوانها. بأفراحها وجموحها وأحزانها.. ببيوتها وحاراتها وأشجارها.. بفضائها ووجوهها وآثارها. أهدانا قديمها وجديدها وتجدُّدها.. أهدانا كل مايؤكد بأن الحياة أبداً لن تموت في أوصالها..