مرة اخرى الحق على الانثى, و الغلطة غلطتها بحسب ما ينشر في الاعلام عن هكذا حوادث? صحيح أن
هناك من لعن الاغتصاب عندما تم الحديث عن الطفلة المصرية هند, ولكن هناك من حمّل الطفلة المسؤولية تخيلوا , وعلى الفضائيات التي يستمع لها ويتابعها الالاف المؤلفة!!
بحسب المجلس القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية, تشهد مصر 20000 حادثة اغتصاب في السنة. 60 في المئة منها بين الأقارب و داخل العائلة; اي زنى محارم.
لاأحاول الهروب الى مصر ففي بلدنا أيضا نشرت أكثر من دراسة للطب الشرعي في حلب واللاذقية ودمشق تؤكد على وجود هذه الظاهرة, بالاضافة الى حوادث التحرش الجنسي.
وهذه الظاهرة ليست جديدة, لكنها في نفس الوقت ليست أصيلة في مجتمعاتنا الا أن هناك ما يحدث في حياتنا, ويساعد على تفشيها.
ففي الأحاديث عن ازدياد التعصب يتحدث الناس بحنين عن الستينات, تقول احدى المخرجات المصريات الشابات في أفلام الستينات والسبعينات كانت القبلة عادية, أما اليوم فمن يتجرأ لتسويق فيلمة أن تكون موجودة?.
في المقابل الاعلام يضخ الاثارة بكل قوة.
اذا في الستينات لم يكن التحرش بالنساء يأخذ طابع النيل من سلامة الجسد الانثوي وسيادته. وهذه مفارقة جديرة بالتوقف: فعندما كانت الفتيات والسيدات يرتدين(الميني جوب) كانت له حرمته الخاصة. لم يكن الاعتداء عليه هوسا عاما. اما الآن فيتعرض الجسد الانثوي لإستباحة غير مسبوقة. انها الإثارتان, الدينية وإثارة الفيديو كليب, التي أتت على ذكورة وأنوثة تغيرت وتعاني من اضطراب كل ما حولنا يؤججه, فالذكورة لم تعد كما كانت واثقة ومتأملة, بل تفاجأ كل يوم بما هوجديد خاصة ثقافة العنف والحروب والمجازر, ووسط هذا العنف كله النساء حاضرات, رغم الحجب ذاك , وبأنوثة مدعمة بآخر ابتكارات التجميل والموضة, موضة لاتستثني المحجبات,
وهذه الأنوثة لطالما عانت من الحجب والتهميش, الذي لم يمنعها من تمكين نفسها لمزاحمة الذكورة أينما كانت, مع جمال وسحر.
اذا هي حرب بين الذكر والأنثى يؤجهها مالكو المال والاعلام من طرف, ودعاة الدين الحاليين من طرف آخر, وكلما قذفت الأسواق بمنتجات جديدة, خرج الدعاة بفتاوى جديدة. فنحرك مشاعر الناس المتعبة من الفقر ومناظر الحروب.