أعلم أنني لم أكن أذكى رجل حين أقنعتك بأكذوبة الحب, وأعلم أنك لم تكوني أغبى امرأة حين صدقت الكذبة.
كنت أحب القمر كثيراً لأنه كل مساء يراك..وأصبحت أكره القمر للسبب نفسه.
علمتني الخيانة يا سيدتي وعلمتني الوفاء في الوقت ذاته.
ففي الوقت الذي كنت تخلصين فيه إلي كنت أراك تخونينه معي.
ارفعي رأسك إلى السماء, هل ترين المساحة الشاسعة بينها وبين الأرض? المسافة بيننا أكبر..
هل تذكرين?
كنت طفلاً مجنوناً أحلم بمدينة كل سكانها نسخة منك كي أنغمس في زحامها وأنا أصفق بيدي, وأردد بفرحة طفولية ما أروع العالم..لدي فيه منك الكثير..الكثير.
الآن, كبرت يا سيدتي, أصبحت رجلاً ناضجاً أحلم بمدينة هادئة وشجرة وارفة, أجلس تحت ظلها, أكتب رواية طويلة تبدأ بك وتنتهي بك.
ما أشد أنانيتي فأنا لا أرفض أن يدخل حياتك بعدي كل رجال الأرض, لكنني أرفض رفضاً تاماً أن يدخل قلبك بعدي رجلاً واحداً.
وما أشد أنانيتك, فأنت ما زلت تحتفظين برسائلي في خزائن حياتك كأوراقك الرسمية.وتقرأين عني أمام صديقاتك بصوت مرتفع كي تسقي غرورك وتسرديني بالتفصيل الممل, كي يزداد سعرك في سوق الحب.
علميني سيدتي حين لا يتبقى فوق الأرض سوى الأرض..ماذا أفعل?
أعترف لك أصبحت أخاف الكتابة لك, فهناك من ينبش قبر الرسائل بعد رحيلنا وينتهك حرمة مشاعرنا الجميلة.