في وقتنا الحالي إلا ان مشيخة الكار لا زالت تحتفظ بأصالتها عند بعض المبدعين ومنهم المرحوم بدوي الديراني, كبير خطاطي الشام, ومن تلامذته الفنان منير الشعراني الذي تحتفي به اليوم صالة أيام , فتقيم له معرضاً لأكثر من ثلاثين لوحة جاد بها وجدانه وتمادى اتقانه وابداعه في دلالة الحرف وحيويته وفي العبارات التي لم نفقد مقروئيتها, وتنوعها واختيارها .
الشعراني من مواليد 1952 عمل خطاطاً منذ عام 1967 صدر عنه عدد من الكتب المصورة مع دراسة تحليلية لأعماله لمجموعة من الفنانين باللغة العربية والفرنسية, تم تكريمه في عدد من المحافل الفنية العربية كما انه فاز بجائزة التحديث , وهناك مقتنيات متحفية لأعماله في معظم دول العالم .
ينفرد الشعراني بفن له خصوصية استمدها من الجذور ومن عراقة التراث وأضفى اليها من روحه بتمكن من ادواته وبلغة تشكيلية معاصرة متميزة أثبتت جدارة في الانتماء والتحدي امام زحف التيارات الحديثة المتواصلة.
على هامش المعرض وقع الشعراني كتابه الذي تألف من 120 صفحة وقد اثقل من خلال مجموع الاعمال المختارة للفنان التي نفذت بالغواش وبعضها بالأحبار على الورق , تضمنت ابداعا في التجويد وتنوعا في التشكيل وانماط الحروف.
ونلاحظ ان الشعراني يسخر عبارات متميزة لتكوين فني طوع البنان فيشكل بنية لوحة تشكيلية تفرض نفسها بأصالة وبانسجام شكلي ولوني ومعماري.
الفنان الياس زيات قدم للكتاب فتحدث عن فن منير الشعراني من خلال حدسه وتأمله في مبتكراته, وافصح في القول(إن منيراً هو المجود المعاصر للحرف العربي, وانه المبتكر في ذلك فلا يكرر ابداعاً عرفناه, واذا تراءى لنا شبها لما نعرفه من فنون الكتابة فهو استعارة مقصودة او نفحاً من ثقافة الفنان النظرية والبصرية تأتيه حين تجود قريحته وحذاقة أنامله وهو امام الصفحة البيضاء).