هذا ما أكده لنا جمع كبير من طلاب قسم المصارف وهم يقدمون مادتهم الأولى (مصارف) وهو اليوم الذي حدث فيه التعارف بين أغلبهم وبين الكتاب.
وبدقة أكثر: الكتاب صدر قبل العيد بيومين فقط وعدد صفحاته يتجاوز ال 500 صفحة, جميعها مطلوبة بالامتحان, وبسبب عطلة العيد الكثير منهم لم يشاهده ولم يشتره.
الموضوع ذاته ينطبق على مادة (بنوك إسلامية) وهو كتاب كبير مطلوب بأكمله في الامتحان, نزل إلى المكتبات قبل الفحص بأيام قليلة فقط.
ومع ذلك فلهذا الكتاب مشكلة أخرى على حد قول الطلاب وهي: أن دكتور المادة هو بالأصل دكتور شريعة إسلامية وهو صاحب الكتاب ومطبوع لصالحه وليس من الجامعة, والكتاب يسترسل ويتعمق بشكل كبير في رأي كل مذهب فقهي (حول المصارف) وهذا لا يخص المصارف ولا يفيد في الحياة العملية بشيء, ويفترض بدكتور المادة اعتماد مذهب فقهي واحد متفق عليه, أو أنه الأيسر ويضعه في الكتاب, فهذه التفسيرات والتفصيلات أبعدت الكتاب عن الهدف المطلوب منه.
وقد دفعنا سعر الكتاب 400 ل.س ولم نتمكن من الاستفادة منه وبالطبع كتب بهذا الحجم يحتاج الطالب لمتابعتها منذ بداية العام الدراسي.
ولا نزال مع مشكلة الكتب, فقد قال لنا البعض: كيف لنا أن نضمن النجاح وكتاب (اقتصاد نقلي) لم ينزل إلى المكتبات حتى بعد بدء الامتحانات.
وهل تعلمون ماذا يترتب على ذلك من نتائج سلبية وتذهب جهودنا خلال فصل كامل بسبب الإهمال والاستهتار, فماذا نقول: الكتب متأخرة, والبرنامج متأخر والمواد التي يجب أن تكون مؤتمتة, ليست مؤتمتة ولا نعلم كيف سيكون مزاج الدكاترة في التصحيح.
يقال إنها تطبيقية
وفي كلية الاقتصاد أيضاً, مشكلة تتعلق بالتصنيف, ويجب أن يعاد النظر بها, فمشكلة الطلاب في هذه الكلية أنها تصنف (كلية علمية, تطبيقية) وعلى هذا الأساس رفعت علامة النجاح إلى 60 درجة.
والجميع يعلم أن الكليات التطبيقية لها شروط (حلقات بحث, عملي جلسات ونسب حضور) وللأسف كل هذه الشروط ليست مطبقة وليست موجودة.
وأقل ما يمكن أن يحكى في هذا الموضوع: أن مادة البرمجة ندرسها دون كمبيوتر, لأن عدد الطلاب على سبيل المثال في السنة الثانية 2500 طالب فكيف يمكن لقاعة صغيرة أن تتسع لهم-وقس على ذلك بالإهمال.
وهي المادة ذاتها التي يقدمها أكثر من 1000 طالب متوقف تخرجهم على النجاح بها وهناك أشخاص يقدمونها, ونعتقدكأن آباءنا موجودون داخل امتحان البرمجة.
وللأسف المشكلة كلها يتوقف حلها على دكاترة المادة لأنهم لا يعطون المادة حقها في التعليم ولايفحص الطالب بها بشكل عملي.
في قسم الفيزياء
إذا صحت مقولة الطلاب أن مزاجية الدكتور هي المادة هذا يعني أن طلاب القسم أصبحوا فلاسفة بالفيزياء لأن مشكلتهم لا تكمن في معلومات المواد, بل في دكاترة المواد, فطلاب من السنة الثالثة والرابعة من هذا القسم أكدوا: أنه في كل فصل يضاف شيء جديد على المقرر, وبعض الطلاب يكون لديهم علم بهذه الاضافات, والبعض لا, وكل تغيير يكون بشكل عرضي قائم على التحذير, فمرة يضيفون ومرة يحذفون, أحياناً يعلم الطالب بذلك وأحياناً يصل للامتحان ويقدم المادة ثم يصله الخبر بهذه التغييرات, فلماذا لا يكون التغيير جذرياً وواضحاً بحيث يصل لجميع الطلاب ويقدم فائدة حقيقية للمقررات.
أتمتة مسائل الفيزياء
ويقول هؤلاء: هناك شيء يسمى أتمتة مواد علمية,ولكن استخدام هذه الطريقة تكون غريبة بالنسبة لمادة فيزيائية فيها الكثير من المسائل.. فمثلاً يعطى الطالب أسئلة لها ثلاثة أجوبة (على أساس إن الدكتور متساهل مع الطلاب) ولكن بالفيزياء حتى تنتقي الجواب الصحيح تحتاج لحل المسألة, أو على الطالب أن يلعب الشطرنج في وضع الإجابة. وللأسف بهذه الطريقة زاد عدد الأسئلة ونقص الوقت عن حده الطبيعي ولا يوجد مسودة ليحل الطالب عليها المسائل..
فالطالب عليه أن يكتب ويصلي, لأن الغرابة تكون في النتائج, أحياناً لا نكتب شيئاً في المادة ونأخذ علامة النجاح, وأحياناً نكتب ب 70 علامة, ثم نرسب, فهل هذا لغز الفيزياء والذي يحتاج الطالب لحله عشر سنوات حتى يصل إلى السنة الرابعة.
مخابر العملي
في مخابر العملي للمشكلة وجه آخر أكدته حتى الطالبات أنفسهن: وهو إذا كنت طالبة جميلة فإن علامتك ترتفع بشكل تلقائي, أما إذا كنت شاباً فعليك الاستعانة بدروس علم النفس حتى تستطيع إقناع الدكتور بفكرتك وتحصل على علامة ما, وبصراحة هناك جهد كبير ووقت يستهلك خلال العام من أجل العملي, ويفاجأ الطلاب بعلامة 18 من 30 درجة في حين تكون علامات بعض الطالبات وهم معهم وأدرى بقدرتهن تصل إلى 28 علامة من ثلاثين.
مع أنه بالفيزياء بشكل عام مهما كان الطالب عبقرياً لا يصل إلى هذه العلامة, لأنها بالأساس فيها الكثير من الاخطاء, وبالتأكيد ليس ذلك خطأ مطبعي, فهناك عدد من الطالبات حصلن على نفس العلامة.
برودة الامتحان
ضمن كليات العلمي بشكل عام, البرودة ليست في الامتحانات فقط بل في القاعات والمدرجات, لقد أشار الطلاب إلى منظر الشوفاجات الجميل الذي يعطيهم الاحساس بالدفء عن بعد, دون أن تكلف الكلية خاطرها وتشغل هذه الشوفاجات, وباختصار التدفئة معدومة.