تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما أسهل انتقاد أميركا!!

لوفيغارو
ترجمة
الأربعاء 16/1/2008
ترجمة سهيلة حمامة

انفردت أميركا بإعلانها الحرب على العراق دون الأخذ برأي حلفائها وشعبها, ونصبت أمام عينيها هدفا هو القضاء على (الشر)

بالشرق الأوسط زاعمة أن الإرهاب و الإيديولوجيات الدينية التي نبتت في الشرق تهددها, ! ففي بداية الحرب على العراق نشرت عشرات الألوف من جنودها وكانت مشتتة ومبعثرة ولم تنشر السلام بل نشرت الخراب, وبالتأكيد فإن فكرة وجود أسلحة دمار شامل في العراق فكرة خاطئة تماما. وبوش وبلير لم يكونا محقين أبدا بتدمير شعب كامل زعما منهما أنهم ينشرون السلام ولعمري تلك خدعة لاتنطلي على عاقل متبصر.‏

غالبا ما يكون النقاش بين الإدارات في العالم السياسي مضطربا هائجا, لكن عندما يتم اتخاذ القرارات يجب الإجماع عليه ليكون فعالا وهذا لم يحصل بشأن الحرب على العراق إذا انفردت أميركا وحدها بالقرار الهدام, ما أدى إلى كارثة سياسية واقتصادية, فعلى من يعود الخطأ حقا?!‏

بوش الذي هوجم بسبب سياسته تجاه العراق, انتقد أيضا بسبب سياسته البيئية, عجز ميزاني, ديون وطنية , ارتفاع درجة حرارة الأرض. لقد نقل الرئيس كلينتون لخلفه بوش ميزانية متوازنة بل وإيجابية , لكن بوش حولها إلى عجز متفاقم ما هو إلا نتيجة انخفاض واضح سواء بالنسبة للمجتمعات أو الأفراد, واليوم تصل البطالة في أميركا إلى 4.5% مقابل 8.4% في أوروبا وأوجدت أميركا عام 2006 مليوني وظيفة جديدة مقابل 200000 وظيفة في فرنسا مع الأخذ بالاعتبار عدد السكان في البلدين, هذا مؤشر إيجابي بعض الشيء بالنسبة للميزانية في عهد بوش. وبالنسبة للناتج المحلي لكلا البلدين, فالنمو في أميركا وصل عام 2006 إلى درجة يفوق بشكل واضح النمو في فرنسا (3.5% مقابل 2.1% في فرنسا, وعجز الميزانية لديها أقل من 1.9% مقابل 2.7% في فرنسا) كما وصلت الديون الوطنية إلى 37% مقابل 64% في صفقات شراء المسدسات غير أنه في الاقتصاد الاميركي فجوات واضحة فعجزها التجاري تجاوز ال 6% من اجمالي الناتج المحلي وهو مؤشر اقتصادي خطر بالنسبة للدولار والظاهرة اياها أدت في عام 1997 الى انهيار العملة الاسيوية.‏

بالرغم من هذا التحذير, يزداد تضخم رؤوس الأموال في أميركا من جهة ومن جهة أخرى, فإن تغيير الاتجاه وتقلبات الرأي العام أصبح أيضا كارثيا بالنسبة لأوروبا.‏

وإذا عدل بوش مؤخرا سياسته البيئية بالموافقة على عقد مؤتمر دولي حول ازدياد حرارة الأرض لكن ينقصه الحصافة الدبلوماسية عندما رفض توقيع بروتوكول كيوتو لكن هل كان لمثل هذا البروتوكول معنى إذا لم توقع عليه الهند و الصين?‏

والتي تعتبر الأكثر في العالم التي ينبعث من مصانعها غاز ثاني أكسيد الكربون, وبسبب النمو المتزايد لاستهلاك الطاقة ومصانع السيارات ولعل مشكلة التلوث البيئي لا تنحصر بالدول المتقدمة فحسب.‏

على كل حال علينا ألا نلوم أميركا وحدها ولا أن نتملقها لحيال مشكلات اليوم وغدا و على الغرب بأكمله أن يسير على نسق واحد بخصوص مشكلات الشرق الأوسط, وأن يتفاعل بنزاهة معها, ويمكننا, هنا تفسير مقولة أندريه مالرو بما يلي ( في القرن الحادي والعشرين إما أن يكون الغرب موحدا وإما لا يكون).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية