تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نصائح أميركية للخروج من عنق الزجاجة!

تريبيون ميديا سرفس
ترجمة
الأربعاء 16/1/2008
ترجمة :حكمت فاكه

تراوح تقييم التقرير الأخير المرفوع إلى القيادة الأميركية من قبل تسع عشرة هيئة استشارية أشرف عليها متعاقدون مع الجيش الأميركي

ترفع نصائحها إلى القيادة الأميركية في خمس مدن عراقية, بين الإيجابي والسلبي, فالجانب الإيجابي فيه أعرب 25 بالمئة من العراقيين عن رضاهم على أداء الحكومة, لكن ما أورده التقرير في أغلبه يعد سيئاً بالنسبة لإدارة الرئيس بوش ولجميع السياسيين (الديمقراطيين والجمهوريين) من المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية, هؤلاء المرشحون الذين يتفقون مع دوائر اتخاذ القرار في واشنطن على أنه يجب على أميركا البقاء لزمن أطول في العراق قد يمتد إلى سنوات, بل إلى عقود كما يخطط لذلك البنتاغون مع إقامة قواعد عسكرية دائمة يفترض أن تضمن الاستقرار في المنطقة وتحمي امدادات النفط fuel suppliws وكشفت الدراسات التي أجرتها الهيئات الاستشارية المذكورة أن معظم العراقيين يعتبرون أن ( مفتاح المصالحة الوطنية) يكمن في (مغادرة القوات المحتلة للبلاد). ويستخلص المحللون العسكريون من هذه النتائج conse guences أن العراقيين يلمسون في أنفسهم القدرة على إنهاء العنف المدني المتفشي في بلادهم عندما تغادر الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها مع قواتهم العراق.‏

ولم يتوقع المحللون العسكريون إطلاقاً أن تأتي النتائج بهذا الشكل, بل كانوا ينتظرون من العراقيين أن يقروا بعجزهم في تحقيق المصالحة الوطنية natioal reconcilia tion ورفع أيديهم أمام واقع العنف وأجواء انعدام الثقة السائدة بين الأطراف المتصارعة, لكن الهيئات الاستشارية من خلال دراستها أكدت حقيقة مختلفة تماماً تشير إلى ثقة العراقيين في قدرتهم على تحقيق المصالحة الوطنية شريطة انسحاب القوات المحتلة وتحكم العراقيين في مصيرهم دون تدخل خارجي, وأظهرت النتائج أيضاً وجود (شعور بالتفاؤل يسود المستجوبين العراقيين) بالرغم من اعتقادهم أن الحكومة الحالية عاجزة عن تحقيق المصالحة الوطنية الضرورية لإنهاء العنف) والأسوأ من ذلك بالنسبة لبعض دوائر القرار الأميركية التي راهنت على العنف في العراق لاستمرار وجودها ما كشفته الدراسة من أن العراقيين يعتبرون أن (العناصر السلبية في حياتهم بدأت مع الاحتلال الأميركي في عام 2003).‏

ويبدو أن التجاوزات الأميركية في العراق سببت الكثير من معاناة العراقيين وزادت كثيراً عما كانت عليه في عهد النظام السابق وفي الوقت الذي انتقد فيه العراقيون, وفقاً لدراسة الهيئات الاستشارية الغزو والاحتلال لبلدهم, والتدخل في شؤونه الداخلية, اعتبروا أن خطط الولايات المتحدة للبقاء في العراق تغذيها الرغبة ( في السيطرة على النفط).‏

وهذا الاختلاف الكبير بين توقعات المسؤولين الأميركيين والحقائق التي أشارت إليها الدراسة يؤكد فقط ماكان يقوله بعض المراقبين من أن العراقيين يريدون عودتنا إلى بلادنا كما تؤكد النتائج أيضاً أن الغزو والاحتلالinvasion and occupation هما السببان الأساسيان وراء مأساة العراق, وأنه إذا ما سحبت أميركا قواتها من العراق, فبمقدور العراقيين التغلب على خلافاتهم ومد جسور المصالحة مع جميع الفرقاء وتولي إدارة شؤونهم. وعلى غرار التخبط الأميركي في العراق ورغبة أهله في خروج الولايات المتحدة من بلادهم, فشل حلف شمال الأطلسي في حل مشكلة أفغانستان والمتمثلة في رجوع - حركة طالبان- إلى الساحة وتفريخها في البلاد من جديد, ويجب أن تعرف أميركا وغيرها أنه لن تستطيع أية قوة خارجية تسوية النزاعات conflicts بين المجموعات المختلفة في أفغانستان مهما بلغت قوتها, ورأينا من قبل كيف فشل الاتحاد السوفييتي في فرض حكمه على أفغانستان وتغيير طبيعتها القبلية.‏

وكان روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي قد دعا في المؤتمر لحلف شمال الأطلسي الذي عقد أخيراً إلى إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان وحاجة- حلف الناتو- للعب دور طليعي في النزاعات الدولية.‏

إن دعوة - غيتس- هذه لم تلق شعبية لدى الناخبين, وهو الرأي نفسه الذي يشير به المستشارون على مرشحي الانتخابات الأميركية ومفاده أن الغرب يعيش في صراع شامل مع الراديكالية العالمية, وهنا يبرز سؤال أساسي: ما الهدف من الاسترايجية التي تتبعها الولايات المتحدة وهل هي موجهة للقضاء على الأصوليات, وتحديداً الأصولية الإسلامية? فإذا كانت الولايات المتحدة ستقود حرباً عالمية على جميع حركات التمرد والشبكات الإرهابية terrorist networks فلابد أنها ستعاني كثيراً, وبما أن القومية كما هو واضح, هي استماتة في الدفاع عن الهوية الدينية والخصوصية الوطنية حتى في أشكالها المتطرفة, هي القوة الأولى المحركة للعالم, وكما يقول المحللون والاستراتيجيون والعارفون, فإن أية قوة تذهب دون دعوة مسبقة إلى بلد آخر بدعوى القضاء على المتطرفين فيه فهي قد تنخرط في تفريخ المزيد منهم, وهو ما سيرتد في النهاية على الولايات المتحدة وحلفائها للسير على خطاها تجاه هاوية لا أحد يعرف قراراً قريباً لها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية