|
نافذة برلمانية.. بين الدولار والأسعار آراء يحتم عليك الانفتاح على كل شرائح المجتمع السوري, ويلزمك بالإجابة على أي سؤال يطرح عليك إن استطعت, أو الإصغاء إن لم تستطع الإجابة مع وعد للسائل بنقل الأسئلة إلى مراجعها المختصة. لا يرتبط طرح الأسئلة بوجودك في مكان رسمي أو في اجتماع رسمي, فالأسئلة ستمطر رأسك أينما كنت.. في المناسبات الخاصة والعامة.. وأنت في الطريق إلى منزلك أو إلى أي مكان تقصده, لأنك في رأي الجميع في موقع المسؤولية وتحت فيء شجرة السلطة.. وعليك الإصغاء إلى الأسئلة والمطالب, وكثيراً ما تكون الأسئلة موجعة لأحاسيسك إن كنت لا تزال تحتفظ بها حية, ليس لأنها غير منطقية, فهي وجع عام وإنما لأنك تحمل الوجع نفسه. قد تأتيك الأسئلة من دون مقدمات برؤوس حادة, وقد تأتيك هادئة, وفي أي ثوب جاءت, وفي أي صياغة وصلتك.. فأنت ملزم بها والتفاعل مع أصحابها, لأنها تعبر عن واقع قائم يحتاج إلى معالجة.. والمواطن السوري أقدر من يعبر عن وجعه العام بروح وطنية بناءة.. ويفصل بين وجعه الخاص ووجعه العام, وعلاقته بالوطن لا يساوم عليها, وهذه الخصوصية تقتضي أن يكون المسؤول مقدراً ذلك وساعياً بكل جهده للعمل من أجل هذا المواطن الذي يمتلك خصوصية قلما نجد لها نظيراً في مكان آخر من الدنيا. جمعتني المصادفة هذا الأسبوع مع أناس أعرف بعضهم وبعضهم الآخر لا أعرفه.. ولأن الرئيس بوش في المنطقة, كان من المنطقي أن يكون الحديث سياسياً عن زيارة بوش المشؤومة إلى المنطقة, وعن السجاجيد الحمر التي فرشت في درب هذا القاتل, وعن تأكيداته لأولمرت بدعم وجود دولة يهودية, وإلغاء حق العودة للفلسطينيين, وتعديل حدود هدنة ,1948 ومحاولة جر العرب للتطبيع مع إسرائيل ودفعهم باتجاه حرب مع إيران.. كل ذلك لم يأت الحديث عليه.. كان في اتجاه آخر, وبأسلوب آخر, فالأسئلة لبست خوذاتها, وكان علي أن استمع. عندما يكون الاستماع هو أقصى ما تملكه, تشعر بالأسئلة تدخل أذنيك وتدور كزوبعة هوائية.. وهذا ما حدث معي.. إذ راحت الأسئلة تتحرك حركتها الحلزونية في أذني, فأنا عضو في مجلس الشعب, إضافة إلى أنني محرر النافذة البرلمانية: تتدفق الأسئلة: ماذا عن ارتفاع سعر صرف الليرة السورية?!.. وما علاقة ارتفاع سعر الليرة بارتفاع أسعار المواد.. كل مواد في السوق تتسابق في الارتفاع وجيب المواطن ضيقة, وبعضها مثقوب بأصابع الفقر?!.. هل من الضروري أن يكون ارتفاع أسعار المواد مرتبطاً بارتفاع سعر الليرة, إذا كان الأمر كذلك, دعوا الليرة مستقرة ونائمة لتنام وتستقر الأسعار معها?!.. أحدهم قال: في الماضي كان يقال إن ارتفاع المواد كل المواد مرتبط بارتفاع سعر الدولار.. سواء أكانت مستوردة أم محلية, تم استيرادها قبل الارتفاع أم بعده.. كان التاجر يستغل ارتفاع الدولار ليرفع أسعاره.. وعندما يهبط الدولار لا تهبط الأسعار.. هل تغيرت القاعدة, وأصبح ارتفاع الأسعار مرتبطاً بنزوله?! ثالث قال: (الله يقصف عمر الدولار, لنرتاح من مساوئه لا في عزه ولا في ذله رأينا خيراً.. لماذا ارتفاع الأسعار.. اليد العاملة لم يرتفع أجرها, وأسعار المواد الداخلة في الصنع على حالها, وأسعار المازوت لم ترتفع.. ما الذي يحدث, وأين الحكومة من كل ذلك.. هل المطلوب من المواطنين أن يحملوا سيوفهم لمقاتلة هذا العدو (ارتفاع الأسعار?!). ورابع قال: (علينا مقاتلة أي عدو خارجي يتهدد الوطن, وعلى الحكومة مقاتلة العدو الداخلي المهرب والفساد وأصحاب الضمائر الفاسدة والضعيفة.. أليست معادلة منصفة.. نحن سنلتزم.. هل تلتزم الحكومة?! جاءتني أسئلة كثيرة عن علاقة صرف الليرة بارتفاع الأسعار, وعن العلاقة بين ارتفاع صرف الليرة السورية وانخفاض سعر الدولار عالمياً وفي السوق المحلية, وعن العلاقة بين الحديث عن المازوت ونمو سوق تهريب المازوت, وعن العلاقة بين التهريب وانتفاخ بطون بعض العاملين في مكافحته, وبين أسعار الأعلاف المرتفعة وبين الأعلاف المغشوشة, وبين ارتفاع أسعار الحليب وخلو لبن (الزبادي) الذي بات يباع في كل مكان وبين خلو هذا اللبن من الدسم, وهل يعود ذلك إلى الإرشادات الصحية التي تقضي بخلو اللبن من المواد الدسمة من أجل صحة جيدة لا وجود فيها للتوتر الشرياني وأمراض القلب والضغط وغيرها, وهل باعة الحليب هم المكلفون بإزالة المواد الدسمة, وإلى أين يذهب الدسم المسروق من اللبن والحليب?! وأسئلة كثيرة وكثيرة جداً, ولأنني لا أملك الإجابة عليها.. ومجلس الشعب غير منعقد الآن لأسأل الحكومة, لذا وجدت نفسي أحيلها إلى وزارات المالية والزراعة والاقتصاد والصحة وكل من يستطيع الإجابة من ذوي الشأن عبر صحيفة الثورة الغراء. لعل الإجابات تصل من سأل عبر هذه النافذة.
|