كان متفاوتا رغم انهما حظيا بحفاوة السجاد الاحمر ورفع السيوف العربية لهما.
فبينما احاطت الشكوك باهداف جولة بوش الشرق الاوسطية عن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بسبب الدعم اللامحدود لاسرائيل على حساب القضية العربية وذلك في الشهور الاخيرة من ولايته الرئاسية وكذلك حول التجاوب مع الحشد ضد الخطرالايراني المزعوم..نجح ساركوزي في حصد عقود ب 470 مليون دولار من قطر ووقع في محطته الاخيرة في ابو ظبي وثيقة رسمية لاقامة قاعدة عسكرية فرنسية بحرية دائمة في الامارات تضم بين 400-500 فرد ,هذا عدا مذكرات التعاون لتعزيز العلاقات ومنها اتفاق للتعاون النووي السلمي حيث اعتبر ساركوزي ان من حق العرب امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية بينما دعا ايران للتخلي عما اسماه الطابع العسكري لبرنامجها النووي رغم ثبوت سلمية هذا البرنامج وكانت جولة ساركوزي قد شملت السعودية وقطر اضافة الى الامارات بينما جال بوش على هذه الدول زائدا البحرين قبل ان يغادر السعودية الى مصر محطته الاخيرة في جولة الشرق الاوسطية واعدا بالعودة الى المنطقة في ايار القادم وفي الرياض وعبر بوش عن قلقه من ارتفاع اسعار النفط وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الامريكي.
من جهة أخرى أعلنت الإدارة الأمريكية أنها أبلغت الكونغرس عن عزمها إبرام صفقة ضخمة للأسلحة مع السعودية تتجاوز قيمتها 120 مليون دولار وتشمل 900 قنبلة موجهة بواسطة الاقمار الاصطناعية. وتأتي هذه الصفقة في إطار عدة صفقات أسلحة مع دول الخليج تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار.
وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الديمقراطي جو بادين بأنه يجب اقناع المجلس بضرورة هذه الصفقة من الناحية العسكرية وان الاسلحة التي تشملها الصفقة لن تكون مصدر تهديد للولايات المتحدة وحلفائها.
و يمكن أن تثير الصفقة قلق اسرائيل التي تعارض تزويد الدول العربية باسلحة متقدمة لكي تحافظ على تفوقها العسكري.
كما يأتي الاعلان عن هذه الصفقة بعد التصريحات المتكررة للرئيس بوش خلال هذه الزيارة الى الشرق الاوسط عن التهديد الذي تمثله ايران على الاستقرار في المنطقة إيران والسلام رغم إن الأمريكيين والسعوديين يختلفان في طريقة التعامل مع الملف الايراني وتعارض السعودية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران بسبب الشكوك الامريكية حول النوايا الحقيقية لايران في المجال النووي.
هذا وانتقدت صحيفة الخليج الاماراتية بشدة زيارة بوش وقالت أينما يذهب بوش يواجه جماهير غاضبة ومظاهرات صاخبة تندد بسياساته وتستنكر غطرسته وتعارض زيارته.
واضافت الصحيفة في تعليق لها امس ان الاغلبية الساحقة من شعب الامارات لم تكترث بهذه الزيارة ولا ترغب بوجود بوش منطلقة من قناعات مبدئية راسخة لا تحتمل المساومة ولاسيما انه اكد في بداية زيارته للمنطقة بانه اعز اصدقاء اسرائيل ووصف الكيان الصهيوني المغتصب والمحتل بأرض العدالة والحرية.
وقالت ان الرئيس بوش مكروه في كل انحاء العالم وشعبيته في الداخل الامريكي تراجعت الى مستويات قياسية وغير معهودة موضحة ان الشعب الامريكي ينتظر بفارغ الصبر مغادرته وهناك محاولات جادة في الكونغرس ومجلس الشيوخ لسحب الثقة منه بسبب تجاوزاته للدستور الامريكي وفشله السياسي والعسكري الذريع في العراق.
وخلصت الصحيفة الى القول ان بوش جاء الى المنطقة ليحصل على المزيد من الامتيازات ويضغط في اتجاه احياء اتفاقية التجارة الحرة الفاشلة فلا أهلا ولا سهلا به.