|
في حوار مع وزير النفط: 2 مليار طن احتياطنا من الفوسفات.. ورفع الطاقة التصديرية إلى (6) ملايين طن سنوياً مراسلون وللاحاطة بهذا الموضوع الهام من كافة جوانبه اجرينا الحوار التالي مع السيد وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سفيان علاو بعد الاجتماع الذي ترأسه السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية نهاية الاسبوع الماضي في مرفأ طرطوس لوضع الصيغ والاليات المناسبة لدراسة وتنفيذ مشروع تطوير تصدير الفوسفات السوري الخام.
نصدر 3.2 مليون طن * بداية نود ان نضع القراء بالواقع الانتاجي الحالي للفوسفات وكميات التصنيع الداخلي.. والتصدير? **السيد الوزير : يصل الانتاج الحالي ل3.8 مليون طن في العام من مناجم الشرقية وخنيفيس يتم تسليم 650 الف طن منه لشركة الاسمدة لتصنيع السماد الثلاثي.. و900 الف طن نصدرها الى لبنان بالشاحنات.. و2.3 مليون طن نصدرها الى 12 دولة عربية واجنبية منها مليون طن فوسفات مغسول و1.3 مليون طن فوسفات جاف ورطب.. ويتم التصدير عبر مرفأ طرطوس حيث تنقل معظم الكميات بالقطارات من مواقع الانتاج الى منشآت تحميل الفوسفات داخل المرفأ حيث يتم تصديرها على متن السفن ايرادات جيدة * يقال ان الاحتياطي من هذه المادة كبير جداً.. وهو يمكن ان يشكل بديلاً عن نضوب النفط لجهة الواردات..? **السيد الوزير: الحقيقة يعتبر الفوسفات ثروة هامة جداً للوطن.. ويمكن ان يحقق ايرادات جيدة للموازنة تسد جزءاً لابأس به من العجز لاسيما بعد الارتفاع الكبير في الاسعار العالمية التي وصلت الى 70 يورو للطن الواحد للفوسفات المغسول بعد ان كانت 30 دولاراً عام 2006 وبالنسبة للاحتياطي فإنه يقدر ب1800 مليون طن من الفوسفات الخام في الدرجة 21 وهناك كميات اخرى من درجات اخرى. طلب متزايد * ذكرتم في اجتماع طرطوس ان الطلب متزايد على هذه المادة .. وان هناك دولاً جديدة ترغب بالاستيراد من سورية مثل الهند.. هل يتناسب مايتم تصديره مع مايتم طلبه عالمياً? **السيد ا لوزير : بسبب المزايا العديدة التي يتمتع بها الفوسفات السوري يزداد الطلب عليه عاماً بعد اخر.. فهناك 12 دولة كما ذكرنا تستورد منه ولكن لانستطيع تلبية اكثر من 30% من طلباتها بسبب الطاقة التصديرية الحالية حيث ان مجموع الكميات المطلوبة من هذه الدول لوحدها يصل لنحو 6 مليون طن وهناك اسواق جديدة تطلب بالحاح الحصول على هذا المنتج مثل الهند التي ترغب شراء نحو 2 مليون طن سنوياً. تضاعف الأسعار * طالما هناك طلب شديد من دول عديدة على الفوسفات وهذا الطلب مضى عليه سنوات.. لماذا لم نفكر سابقاً بزيادة الطاقة التصديرية لاسيما وان احتياطنا ضخم جداً? **السيد الوزير: في السنوات السابقة لم تكن الاسعار مشجعة وبالتالي كانت الايرادات قليلة.. لكن اعتباراً من نهاية العام الماضي و بداية هذا العام تغيرت الاسعار بشكل دراماتيكي وتضاعفت مرتين ونصف مثل النفط وبالطبع ادى ذلك للتفكير جدياً.. والعمل لرفع الطاقة التصديرية لنحو 6 مليون طن في العام.. من الان وحتى عامين قادمين.. 175 مليون يورو * كم كانت واردات التصدير عام 2007 وكم تتوقعون ان تصل عام 2008? **السيد الوزير: كان الايراد والمخطط عام 2007/73/ مليون يورو لكن بعد تعديل الاسعار في 11/11/2007 زادت الايرادات 12 مليون يورو .. وعام 2008 الحالي ستصل الايرادات الى 175 مليون يورو عن نفس الكميات التي تصدر . جر مياه الفرات *الفوسفات المغسول مطلوب اكثر بكثير من الفوسفات الجاف وسعره اكبر.. اضافة الى ان تصدير الفوسفات المغسول من المرفأ لايسبب تلوثاً كما هو الحال عند تصدير الجاف.. لماذا لاتتم زيادة الطاقة التصديرية للفوسفات المغسول على حساب الجاف? **السيد الوزير: سعر الطن الواحد من الفوسفات المغسول يصل الى 70 يورو بينما الجاف بحدود 55 يورو وحالياً معمل الغسيل الحالي لاينتج سوى1مليون طن .. ومؤخراً تم الاعلان عن استيراد وتركيب معمل ثانٍ ينتج 1.2 مليون طن .. ويفترض ان يتم الاعلان عن معمل ثالث.. وتقدر كلفة ا لمعملين الجديدين نحو 100 مليون يورو و من الجدير بالذكر انه سيتعذر علينا مستقبلاً تصدير الفوسفات الجاف غير المغسول نظراً لانخفاض تركيز خامس اكسيد الفوسفور وسيصبح الغسيل إلزامياً لتأمين اسواق للتصدير وهنا اشير الى ان حاجتنا حالياً من المياه متوفر ة.. لكن مستقبلاً لا تحل المشكلة الا بجر مياه الفرات الى الصوانية لان الهدف الاساسي هو تصنيع الفوسفات وتحقيق قيمة مضافة.. وهذا المشروع يلقى كامل الاهتمام من الحكومة. مستلزمات التطوير *انتم تخططون لزيادة الطاقة التصديرية من الفوسفات المغسول والجاف الى 6 مليون طن في العام.. ماهي مستلزمات مشروع هذه الزيادة بكافة مراحله? **السيد الوزير: المرحلة الاولى تشمل مواقع الانتاج وهذه تحتاج الى كوادر واليات هندسية مختلفة.. ومعملين او اكثر للغسيل والاسراع بجر مياه الفرات الى الموقع. والثانية تشمل النقل بالخطوط الحديدية وهذه تحتاج الى تحسين واقع الخط الحديدي بين حمص وطرطوس وشراء نحو 20 قاطرة ومقطورة من قبل مؤسسة الخطوط الحديدية لاننا نفضل نقل الكميات بالقطار وليس بالشاحنات لعدة اسباب منها سعر المازوت وان نسبة الهدر عند النقل بالشاحنات اكبر من القطارات وان نقل كميات كبيرة بالشاحنات من شأنه زيادة الازدحام على الاوتستراد.. والحاجة لاعداد هائلة من هذه الشاحنات.. والثالثة تشمل موقع التصدير ضمن مرفأ طرطوس وهذه تحتاج الى تطوير واقع محطة التفريغ وزيادة السعة التخزينية لتصل الى 200 الف طن بدل 80 الف طن الحالية. ورفع الطاقة التصديرية على الارصفة. بالنسبة لمحطة التفريغ الحالية غير كافية وغير قادرة لاجراء مناورات تفريغ الصهاريج المحملة حيث ان قدرتها الحالية لاتتجاوز 125 صهريجا (مقطورة) في اليوم بينما المطلوب رفع قدرتها ل 300 صهريج. والصومعة الحالية لاتختزن سوى 80 الف طن لذلك لابد من اقامة مستودعات اضافية داخل المرفأ لرفع الطاقة التخزينية لاكثر من مائتي الف طن. اما الارصفة الحالية المخصصة لتصدير الفوسفات وهي الرصيفان 18 و19 فعليهما برجان للتحميل وتم تحديثهما واصبح التلوث الصادر عنهما في الحدود الدنيا. ولو استثمرا جيدا ووفق الامكانات المتاحة يمكن رفع الطاقة التصديرية من خلالهما على 5 مليون طن سنويا شريطة تعزيل الحوض وزيادة الغاطس والعمق من 9 متر حاليا الى اكثر من 11 مترا وازالة الصخرة الموجودة. لكن مع ذلك يمكن ان تحتاج الى رصيف اضافي مستقبلا في ضوء زيادة كميات التصدير من هذه المادة. الأثر البيئي *هناك تخوف من المزيد من التلوث في المرفأ ومدينة طرطوس جراء رفع الطاقة التصديرية ومحافظ طرطوس طالب بدراسة الاثر البيئي للمشروع قبل اقراره. ماذا تقولون في هذا المجال? **السيد الوزير : انا مع دراسة الاثر البيئي وهذا سيتم من خلال دراسة الجدوى وايضا مع دراسة امكانية تخصيص مبالغ من العائدات لطرطوس والمجتمع المحلي لصالح البنى التحتية والامور الصحية .. الخ وبحيث ينعكس المشروع بشكل ايجابي على المرفأ والمحافظة وليس العكس. *متى ستباشرون باجراء دراسة الجدوى لهذا المشروع التطويري? **السيد الوزير: في ضوء ماتم التوصل اليه في الاجتماع الذي جرى بمرفأ طرطوس نهاية الاسبوع الماضي برئاسة السيد نائب رئيس مجلس الوزراء ستقوم الشركة العامة للفوسفات باستدراج عروض من شركات عالمية متخصصة لاجراء دراسة جدوى اقتصادية وتسويقية متكاملة لمشروع تطوير تصنيع وتصدير الفوسفات ونأمل انجاز الدراسة في حزيران القادم. 200 مليون يورو *وكم تتوقعون التكلفة التقديرية للمشروع? **السيد الوزير: بحدود 200 مليون يورو ونتوقع استرداد هذه التكلفة خلال مدة لاتتجاوز العامين. التصنيع *هل بدأتم بخطوات مماثلة لتصنيع الفوسفات داخل سورية لان من شأن ذلك تخفيف قيمة مضافة كبيرة وتشغيل يد عاملة وتوفير القطع الأجنبي الذي ننفقه على استيراد السماد? **السيد الوزير: نعم هناك توجه اساسي لدى وزارتي النفط والصناعة لتصنيع الفوسفات وفي هذا المجال فقد اعطيت الموافقة لاحد المستثمرين لتصنيع نحو 300 الف طن لانتاج السماد الاحادي كما اعدت وزارة الصناعة دراسة لاقامة مصنع للسماد الفوسفاتي الثلاثي وبعد استكمال المشروع الحالي سيتم الترويج لاقامة صناعة متطورة لحمض الفوسفور والاسمدة الفوسفاتية. والحقيقة ان التصنيع المحلي هو الافضل من كافة الجوانب وتحقيقه واجب وطني لكن هذا لايعني التوقف عن تصدير الفوسفات الخام وزيادة كميات التصدير اولا لوجود كميات ضخمة جدا في الاحتياطي وثانيا لارتفاع الاسعار عالميا بشكل يحقق لنا إيرادات للموازنات والقطع الاجنبي. لذلك سنبذل جهودا مضاعفة في هذا المجال ونأمل ان نوفق خلال هذا العام ونؤمن شركاء لاقامة معامل التصنيع المطلوبة. *هل يمكن القول ان هذه الثروة الوطنية من الفوسفات ستكون ( في حال نجاح استثماراتها اكثر) بديل اساسي لتراجع انتاجنا من النفط وفي هذا الاطار ماذا يمكن ان تحدثنا عن انتاجنا النفطي الحالي والتوقعات للمستقبل من كافة النواحي? **السيد الوزير: ليس الموضوع موضوع بدائل لدينا ثروات معدنية هامة علينا استغلالها على الوجه الامثل. اما موضوع الحديث عن النفط فيحتاج الى تخصيص بحث مستقل لتغطية الموضوع من كافة جوانبه. *شكرا سيادة الوزير وقريبا نجري حوارا اخر حول النفط **السيد الوزير : بكل سرور
|