وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الطاجيكي سراج الدين مهر الدين بموسكو أمس أن إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية ينتشرون في إدلب ويستهدفون المدنيين في المناطق المجاورة ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، مشددا على ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي والقضاء عليهم في إدلب وفي أي مكان يتواجدون فيه.
وقال لافروف إن «تركيا لم تف بتعهداتها بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب وعليها تنفيذها».
ويؤكد اتفاق سوتشي ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية بكل أشكاله ومظاهره وهو جزء من الاتفاقات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت عن مسار آستنة منذ بداية العام 2017 وانطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وتحريرها من الإرهاب ومن أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي.
وأعرب لافروف عن قلقه من دعم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي لتحقيق أجنداتهم الجيوسياسية في سورية، مشددا على أن هذا الأمر مرفوض تماما وأنه يجب مواصلة الحرب على الإرهاب في سورية وفي أي مكان بالعالم.
وفي هذا الصدد شدد الوزير الروسي على تمسك موسكو بموقفها الصارم إزاء وجود المجموعات الإرهابية في إدلب، وفي مقدمتها «جبهة النصرة»، وقال: سنعترض قطعياً على أي محاولات لتبرئة الإرهابيين الذين تم تصنيفهم من قبل مجلس الأمن الدولي بالإرهاب.
وفي تطرقه إلى عمليات استهداف الإرهابيين في إدلب ردا على اعتداءاتهم من مواقع قريبة من نقاط المراقبة التركية، أشار لافروف إلى أن هذا الأمر لم يكن مفاجئاً لأحد.
وذكر وزير الخارجية الروسي أن من البنود التي اتفقت حولها موسكو وأنقرة في أيلول 2018 وتم تأكيده لاحقاً، كان سحب الأسلحة الثقيلة من الحدود الخارجية لمنطقة خفض التصعيد بإدلب، لمنع استخدامها في استهداف مواقع للجيش السوري ومنشآت مدنية وقاعدة حميميم الجوية الروسية، إضافة إلى الاتفاق على ضمان العمل الطبيعي لطريقي M4 وM5 الدوليين.
وشدد لافروف على أنه لم تكن هناك أي اتفاقات في إطار ما اتفق عليه بين الجانبين الروسي والتركي، على عدم توجيه ضربات ضد الإرهابيين إذا بدؤوا يتصرفون كما تصرفوا بالفعل، لتتحول منطقة خفض التصعيد إلى منطقة التصعيد.
وتابع لافروف: بالتالي، لم تكن في ذلك أي مفاجأة لأحد، مشيراً إلى أن الإرهابيين هاجموا مراراً المواقع الروسية ومواقع الجيش السوري والمنشآت المدنية من أماكن تموضع نقاط المراقبة التركية.
وأضاف لافروف: إن واشنطن تسعى إلى إخراج «جبهة النصرة» من لائحة التنظيمات الإرهابية وتريد الحفاظ عليها، مشيراً إلى أن ذلك يمكن وصفه بـ «القنبلة الموقوتة»، وقال: أؤكد مرة أخرى أننا سنعارض بشكل قاطع أي محاولات لتبرير الإرهابيين، الذين حددهم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ودعا لافروف الدول الغربية وأميركا إلى عدم اختلاق ذرائع لا أساس لها لعرقلة عودة المهجرين السوريين إلى منازلهم، بل العمل على عودتهم وتوفير الظروف المواتية لذلك.