وبالوقت نفسه تعمل أدواتها الأخرى على التضليل الإعلامي، وتسويق ما تقوم به واشنطن على أنه عين الحقيقة والإنسانية، ولله درّ ذلك الهندي الأحمر كم كان صادقاً عندما قال: ما أغزر دموع الأميركيين فوق جثث ضحاياهم، وبالعامية (يقتلون القتيل ويمشون بجنازته).
الحال لم يتغير أبداً منذ أن فتكوا بالهنود الحمر إلى اليوم، بل تزداد وسائل قتلهم وفتكهم تطوّراً، وتسخر كل معطيات العلم والمعرفة والتطوّر التقني لممارسة المزيد من الإرهاب وتحت مسميات شتى، فهل يصدّق عاقل أن المجموعات الإرهابية التي تدمّر وتقتل وتخرّب في سورية، تسمّى معارضة معتدلة، ومن قال: إن المعارضة تكون بالسلاح؟
بل أبعد من ذلك هل تدمير البنى التحتية في أي بلد هو عمل من أجل... وسرقة الثروات والمقدرات الأخرى؟! وغير ما في القائمة من ألوان العدوان التي قد لا تخطر على البال، مخيم الركبان الذي تعمل الولايات المتحدة على استغلاله بأبشع الصور، تقول المعطيات الأممية والتقارير الواردة منه: إن قوات الاحتلال الأميركي تعمل على منع وصول المساعدات إلى من في داخله.
وبالتزامن والتوافق والتواطؤ تعمل العصابات الإجرامية على منع من فيه من الخروج والعودة إلى قراهم ومدنهم المحررة وبصفاقة تخرج الإدارة الأميركية وتدعي أنها في المنطقة لمحاربة الإرهاب، وهي التي كما تدعي قد قضت على داعش، بينما تشير الوقائع والحقائق إلى أنها كانت تمده وتدعمه بكل ما يحتاجه، ولا يخرج من تحت عباءة جنونها وغطرستها ما يفعله النظام التركي الذي على ما يبدو يظن أنه قادر على تمرير حماقاته، وتقديمها للعالم على أنها بطولات، وعلى الرغم من كل ما أحاق بهم من هزيمة مازالوا يظنون أنهم قادرون على تحقيق شيء ما، عجزوا عنه خلال تسع من السنوات، وبالتاكيد لن يكونوا أكثر من خبر هزيمة نكراء، تلحق بهم كل ساعة، والميدان وعلى مرأى العالم كله يشهد على ذلك.