وما لهذه الانتصارات من قراءات مستقبلية ترسم حدود خرائط جديدة وتؤسس لعمق استراتيجي أبعد في مواجهة العدو الذي يخسر مزيداً من الأوراق في الميدان.
العربدة الصهيونية المتكررة هذه تأتي بعد الإنجازات التي تحققت في حلب وإدلب استرداد الجيش لمساحات جغرافية شاسعة وحيوية من قطعان المرتزقة، وما تلاها من تزامن مع الخطوات والإجراءات الحكومية المتسارعة للبدء مباشرة بإعادة إعمار ما خلفته الحرب الإرهابية الموازية بكل تفاصيلها مع إجراءات الغرب القسرية الجائرة بحق الشعب السوري.
في كل مرة يحقق فيها الجيش العربي السوري انتصارات جديدة تلجأ منظومة الإرهاب الدولي للتشويش على تلك الانتصارات بأساليب عدوانية مختلفة، وهذا العدوان يتماشى مع جوقة الوقاحة المتزايدة للأميركي والتركي اللذين لا يكفّان عن محاولات التصعيد بحدوده القصوى، لعرقلة تقدم الجيش ومنعه من قطف ثمار إنجازاته الميدانية، ولا سيما أن تحرير حلب بالكامل لم يزل يجثم على صدر المحتلين الأميركي والتركي، وهذا ما تفسره حالة الوقاحة الأميركية بعد إعادة تشغيل مطار حلب الدولي، وفتح الطريق الدولي دمشق- حلب الأمر الذي دفع السفاح أردوغان أيضاً إلى استجداء مشغليه في أميركا و(الناتو)، غير مدرك للمتغيرات الحاصلة في الميدان، ولموازين القوى الجديدة، فبات لا يرى جسد مخططه العدواني الاحتلالي الذي يمزقه الجيش العربي السوري بسلسلة الانتصارات المتزامنة.
العدو الصهيوني لن يستطيع انتشال أردوغان من حالة الفشل المتراكمة مهما تمادى باعتداءاته، ولن يستطيع النظام الإخواني أن يوقف مسيرة انتصار بواسل قواتنا المسلحة، كما أن العثماني والصهيوني ومعهما الأميركي لن يستطيعوا يوماً إخراج جولاننا المحتل ولواء اسكندروننا من قاموس مقاومتنا.. وفي معركة اليوم رسالة للغد.