تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشباب : الحب أولا... ونتدبر فارق السن..

شباب
الأربعاء 28 /3/2007
فاتن حسن عادله

هل يشكل فارق العمر عائقا لارتباط الشاب بفتاة تكبره سنا? وما الحالات التي قد تكون مناسبة للاستمرار بحياة مشتركة بينهما?

وماذا يفعل الشاب في حال معارضة الأهل لحصول هذا الزواج?وما خياراته لينتقي الحلول التي يتوجب عليه اللجوء إليها?.‏

التقاليد تفرض نفسها‏

أسماء محمد/27/سنة صحفية عازبة توضح:بما أنني أعيش في مجتمع ريفي فإن التقاليد تفرض نفسها علينا,فهناك بعض الأسر إن لم نقل معظمها ترفض فكرة ارتباط الشاب بفتاة تكبره سنا نظرا لحبهم للفتاة الصغيرة السن القادرة على إنجاب أولاد أكثر إضافة لكونها في نظرهم قادرة على التخلق بأخلاقهم أكثر ممن كبرت ابنهم سنا.‏

وتضيف :و حسب قناعاتي لا مانع من هذه الخطوة إذا ما توافرت شروط مناسبة ولا أقصد هنا الحال كما قد يعتقد الكثيرون بل إن الوعي وفهم طبيعة العلاقة الزوجية القائمة على السكينة والود والرحمة هي الأساس وليس فارق .‏

مشاورة الأهل‏

باسل/30/موظف عازب يقول: ليست لدي مشكلة في الاقتران بفتاة تكبرني سنا في حال وجود حالة حب بيننا ولكن لا بد من مشاورة الأهل كبداية وفي حال اعتراضهم على ذلك يمكن اقناعهم بالأمر وعند تمسكهم برفضهم واتخاذ قرار بخصومة ابنهم في حال اتخذ قراره بالزواج لا بد من مرور فترة معينة يحاول من خلالها الطرفان استرجاع المودة فيما بينهما وذلك عن طريق الأقارب والمعارف لأنه في النهاية لا أحد يستطيع الاستغناء عن ولده مهما كان الأمر.‏

حالة حب‏

أمل/26/سنة تؤكد أنها تعيش حاليا حالة حب لشاب يصغرها بسنة واحدة حيث تعرفت عليه بالصدفة وبعد شهرين من الانسجام والتواصل أحبا بعضهما وتضيف أمل: إنه في حالة معارضة أهلي سأحاول إقناعهم بشتى السبل والطرق أما هو فيقول:إنه سيقنع أهله باختياره لي لأنه يحبني أيضا فهذه حياته وهو مقتنع بها إذا ما حاولوا إبعادنا ومعارضة زواجنا.‏

وتشير إلى أن الذين تزوجوا ممن تكبرهم سنا كثر وهم يعيشون حياة زوجية سعيدة ورائعة قد تكون أكثر مما هي بين زوجين هي تصغره سنا.‏

الدكتور بلال عرابي أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق يحدثنا حول هذا الموضوع أسباب متعددة:‏

إن السائد في مجتمعنا هو أن يكون الزوج الشاب أكبر من الفتاة حيث إنه لا توجد نسبة محددة في هذا الموضوع فالنسب تختلف من منطقة لأخرى وهناك أسباب متعددة لهذا الاختلاف فعادة ما يقول الرجال :إن المرأة تهرم قبل الرجل وتفقد قدرتها على الانجاب قبله وهذا في الحقيقة يحصر دور المرأة بالانجاب وتلبية رغباته والحقيقة أن الرغبة بكون الرجل أكبر تعكس سيطرته في المجتمع والذي يعني أن المرأة فقط له.‏

وقد وجدنا من خلال دراسات اجتماعية أن 70% من الشباب يرغبون بالزواج من فتاة أصغر عمرا منهم وأقل تعليما والتفسير الاجتماعي لذلك أن الرجل يريد اغتيال قرار المرأة بحيث يقول لها مثلا:(اللبن أسود فتوافق على ذلك).‏

عشر سنوات‏

أيضا يشير إلى أن الفارق وخاصة عندما يكبر له سلبياته إذ تقل فرص التفاهم بينهما فكيف يتفاهم رجل في الخمسين مع فتاة في العشرين.‏

إذا:الفارق المقبول في مجتمعنا هو أقل من عشر سنوات وأكثر من ذلك يسبب مشكلة في التفاهم وتقبل الأدوار والتعاون بينهما.‏

وفي علم النفس هناك بعض التحليلات وخاصة من مدرسة التحليل النفسي التي تجد أن زواج الشاب من فتاة تكبره سنا ربما يعكس إحساسها بعقدة أوديب عند الشاب لأن الشاب الذي يطلب الاقتران بفتاة تكبره سنا ربما يبحث فيها عن أم بديل.‏

وعادة المصاب بعقدة أوديب لا يصرح بذلك يقول :إن الفتاة الأكبر سنا أعقل وأفهم وأكثر اتزانا فهو يغطي عن رغبته بأم بديل.‏

فعندما يحدث هكذا زواج فإن السلطة في المنزل تصبح محل تساؤل لأن السائد في مجتمعنا هو سيطرة الرجل الأكبر سنا والأكثر معرفة.‏

وبهذا الحب يمكن أن يجمعها قدر واحد ويستطيعان السيطرة على معارضة الأهل أو عدم رضا المجتمع عن زواج فيه فارق عمري لمصلحة المرأة.‏

ويضيف: إن الزواج يمكن أن ينجح إذا ما كان مبنيا على الحب بغض النظر عن هذا الفارق أم لا.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 28/03/2007 07:58

عندما نجنح بمجتمعاتنا نحو المدنية الفردية ونبتعد عن الأهلية الأسرية, فستظهر لدينا هذه الحالات: شاب يحب إمرأة في عمر والدته, وشابة تعشق رجلا في عمر جدها, وعجوز ثري جمع أموال الدنيا وفقد وصل الأرحام فأغرى شابة بالزواج ليصرف عليها ويعوض في كهولته عن شبابه, وعجوز استجابت لتحرر المرأة فرفضت الزواج التقليدي والتفتت للعمل ونجحت ماديا مع انفتاح العلاقات المحرمة, وبعد سن اليأس عادت أدراجها للأسلوب التقليدي فتزوجت شابا فقد الأمل بالثراء مع شابة لتلحق بقطار العمر قبل أن يتجاوزها, وإذا استمر تجاهل أنظمتنا العربية لقيم مجتمعاتنا فسنجد قريبا في ديارنا منزلا يجمع ذكرين وشقة فيها أنثيين وفيللا للعيش الجماعي المشترك.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية