كل من الأب والأم بالعمل خارج المنزل الأمر الذي يجعل من الضروري البحث في هذه المشكلة في محاولة لحلها تدريجيا..
كيف يستغله الشباب?
تقول مروى حيدر- ربة منزل- اجازة في التاريخ: إن وقتها كله وقت فراغ لإنها عاطلة عن العمل وهي تشعر بتأنيب الضمير لإضاعة وقتها سدى ودون الاستفادة منه وتشعر أن الأيام تجري دون هدف ان كانت تحاول ملء وقتها بالقراءة والمطالعة غير أن ذلك يحتاج منها لإرادة قوية فهي تعيش حالة احباط وتحاول الهروب من واقعها بالنوم ومشاهدة التلفاز.
أما مؤيد.ع موظف يكره أوقات الفراغ لأن الوقت أثمن شيء في هذا الوجود وكل دقيقة مهدورة تجعلنا نتأخر زمنيا عن مواكبة العصر وبالتالي التخلف عن باقي العالم ويعتبر بالتالي أن تنظيم الوقت هو وحده الكفيل بقتل الفراغ وبحكم عمله الوظيفي الذي يتطلب قضاء ساعات طويلة خارج المنزل يجعله يفتقد لأوقات الفراغ التي يستطيع أن يمارس فيها هواياته المختلفة بالمقابل إن وجد لديه وقت فراغ فغالبا ما يجني عليه بالنوم الطويل ولهذا فهو يرى أن الحل في القضاء على روتين حياته في تنظيم وقته فحسب.
وبخلاف كثير من الشباب يبدو محمد -أ- الطالب الجامعي منظما في وقته فحياته تسير وفق برنامج معين يوميا بدءا من تلقي المحاضرات وصولا إلى متابعة المراجع الأكاديمية المتممة والتي بدورها لا تقبل بوجود أي فراغ لأي نشاطات أخرى خارج نطاق المنهاج الدراسي ويعزو محمد هذا التنظيم الدقيق في عمله التحصيلي إلى ظروف التنشئة الاجتماعية والتوجيهات التي تلقاها من أسرته ومدرسته خلال سني حياته الدراسية الأولى فقد علمته الانضباط وأسس وأساليب ملء أوقات فراغه والتي بدورها فتحت أمامه أبوابا وفرصا للتمييز والابداع أهلته ليتبوأ مركز الصدارة بين أقرانه.
رأي علم النفس
وعن موقف علم النفس من هذا الموضوع سألنا المرشدة الاجتماعية مارية محمد الحاصلة على إجازة بعلم النفس ودبلوم التأهيل التربوي فقالت:إن الاشخاص الذين يضيعون وقتهم ويهدرونه دون فائدة هم في حالة ضياع لأنهم اشخاص بلا هدف والإنسان الواعي هو الذي يضع لنفسه هدفا رئيسيا في الحياة ومجموعة أهداف صغيرة تؤدي به للوصول إلى الهدف الرئيسي والأساسي وتضيف أن كثرة أوقات الفراغ لدى الشخص قد تؤدي به إلى الشعور بالملل أو الاكتئاب وبعدم جدواه وعدم أهميته في المجتمع وبالتالي فقد تدفعه للقيام بسلوكيات غير عقلانية لملء أوقات فراغه فقط بدون الاهتمام بقيمة هذه السلوكيات كالتدخين, ورفقة السوء, ومضايقة الأخرين وما إلى ذلك..
وتؤكد مارية على أهمية دور الأسرة التي يجب أن تكون نموذجا صحيحا للأبناء كأن تشغل الأم والأب أوقات الفراغ لدى أبنائهم بمتابعة برامج علمية أو قراءة الكتب أو الصحف لإن الإنسان وبكل بساطة يتعلم بالملاحظة وليس بالنصائح ويجب متابعة الأبناء في أوقات فراغهم وتوجيههم نحو تنمية قدراتهم ومواهبهم وعلينا في هذا السياق أن نتذكر دائما ما قاله ارسطو من أن أهم أهداف التربية هو تعليم الناس كيف يستطيعون تمضية أوقات فراغهم واستغلالها بصورة مفيدة.
أهمية الوقت وعدم إهداره
اذا كان الإنسان شديد الحرص على المال شديد الحفاظ عليه وعلى الاستفادة منه وهو يعلم أن المال يأتي ويروح فلابد أن يكون حرصه على وقته والاستفادة منه أكبر خاصة اذا ما علم أن ما يذهب منه لن يعود ولقد كان السلف الصالح أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها وكانوا يحرصون كل الحرص على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو برهة من الزمن دون أن يتزودوا بعلم نافع أو عمل صالح أو اسداء نفع إلى الغير ومن هنا فإن التنظيم للوقت يبدو واجبا على كل فرد منا من أجل الاستفادة منه قدر الامكان.