و التنمية أن الاستثمار من أجل تعليم أفضل و أسلوب مهني أنسب لشبابنا, يجعلنا نصنع بهم المعجزات ونحقق قفزات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
و نضيف ستمنح لنا الطبيعة ميزة جديدة لهذه الشريحة اذ يتوقع أن تنخفض معدلات الاعالة ,أي ستزيد نسبة السكان الذين هم في سن العمل بالنسبة للسكان غير العاملين وهذه تركيبة سكانية تعتبر فرصة كبيرة لتحقيق قفزات اقتصادية لكن شرط استغلال طاقات هؤلاء الشباب بشكل حقيقي والبدء فورا في ذلك,لأنه رغم صحة كل ما تقدم فان هؤلاء الشباب أنفسهم يشدون بلدهم الى مزيد من التراجع الى الصفوف الخلفية في حال استمرار اغماض العين عنهم.
وطبعا البداية معهم بالتعليم والتأهيل , واذ لايمكن انكار ما تحقق في بلدنا من تقدم ملحوظ في هذا الجانب الا أن هناك نقطتي ضعف واضحتين هما الاستمرار في التعليم حتى مراحله الأخيرة ونوعية التعليم نفسه. ففي بلدنا عدا عن التسرب من المدارس وارتفاع أعداد العاملين ممن لايتجاوزون الاعدادية هناك أيضا ترك الاختصاص العلمي والتي ارتفعت مؤخرا بشكل ليس قليل ففي عام 2005 أصبح عدد طلاب الفرع العلمي بالثانوية العامة الثلث والثلثين الآخرين هم للفرع الأدبي وهذا تغير سريع سيكون له انعكاسه السلبي على استثمار أولئك في الاقتصاد والتنمية في بلدنا في الفترة المقبلة لأنه سينخفض عدد المهندسين والفنيين المؤهلين, في زمن يحتاج لليد العاملة الخبيرة والمؤهلة بشكل عال جدا.علما ان الخريجين الحاليين يعانون من نقص التدريب والتأهيل رغم ما يحملونه من شهادات عليا يصطدمون به عند دخولهم سوق العمل, ورغم ذلك فان أفواج المتعلمين مستمرة الى جامعاتنا ومعاهدنا والخريجين منهم حتى السنة الماضية 340في المقاهي وعلى أعتاب البيوت.
حتى هذه اللحظة فان علاقة التعليم بالاقتصاد تشير الى أنه مورد للدولة خاصة بعد انتشار التعليم المفتوح والموازي يأتيها منه ملايين الليرات سنويا. وهذا تفسير جديد يريحنا من تكرارأن أنظمتنا التعليمية لاتربط بين التعليم وسوق العمل ولا تعمل على ترسيخ المهارات وأنماط التعليم ذا ت الصلة بالأسواق ونشرها.والا ما تفسير أن سوق العمل لم يستوعب الأفواج القديمة من الخريجين فكيف سيستوعب الأفواج الجديدة?
والآن بعد كل ما تقدم هل نستطيع أن نصنع المعجزات بشبابنا خاصة الخريجين منهم? لا,لأنه اذا زادت الفجوة بين ما يتمتعون به من مؤهلات تعليمية و طاقة وآمال من جهة وقلة الفرص المتاحة لهم من جهة أخرى فالأرجح أن يكونوا فريسة الاحباط والحرمان. كل ذلك ليس غائبا عن أي منا لكن المشهد اليومي لحملة الشهادات على الأرصفة وفي المقاهي وفي المدن والأرياف في انتظار فرج لايعرفون ان كان سيأتي, وآخرين كانوا أفضل حظا وحظيوا بأعمال لاتناسب قدراتهم, وآخرين أيضا لم يكن تعليمهم ملائما لسوق العمل و بقية تركت التعليم في سن مبكرة بسبب الفقر اوغيره,كل ذلك يجعلنا نكرر ونعيد لنوقظ الوعي الحكومي فيبدؤون فورا بخطوات سريعة وعملية فتخف عن مسامعنا قصص أقربائنا وجيراننا في قرانا الذين هدهم الاحباط وتمكن منهم الاكتئاب بعد تبخر احلامهم بغد أفضل .