ففي الوقت الذي يتحدث فيه الاتحاد عن دوره كمحام يدافع عن حقوق الطالب ويسعى لحل مشكلاته. نجد أن هناك من يتحدث عن انعدام الثقة , بكل ما فيها من مبالغة .
ففي استطلاعنا الذي شمل عدداً كبيراً- من الطلبة في كليات مختلفة وجدنا أن نسبة كبيرة منهم لم تسمع بالاتحاد إلا اسماً فقط حتى أنهم لا يعرفون كيفية حصولهم على عضويته بعضهم يعتقد أن من شروط العضوية التقدم بطلب انتساب بينما يرى آخرون أنهم منتسبون حكماً كونهم طلاباً في مرحلة الدراسة الجامعية ومع اختلاف أجوبتهم تباينت آراؤهم حول دوره فقسم منهم لايعرفون مايقدمه لهم وآخرون يرون أن دوره ينحصر في تنظيم الرحلات والإعداد لبعض الأنشطة الثقافية بينما رأي ثالث يرى أن أعضاء الاتحاد لاينشطون إلا في أيام الانتخابات ويبقى السؤال قائماً لماذا هذه الهوة بين الطلبة والاتحاد هل يمكن إرجاع ذلك إلى عدم وعي من قبل الطالب أم أن الاتحاد لم ينجح في أن يأخذ دوره الحقيقي في الوقوف إلى جانب الطلبة, والدفاع عنهم وحل مشكلاتهم.
أين الاتحاد من مشاكلنا
جولتنا بدأت بين الطلبة في كلياتهم المختلفة ومع الاختلاف في الكليات لم نجد تبايناً كبيراً في مشكلاتهم العامة باستثناء بعض المشكلات المتعلقة بخصوصية كل كلية والجميع يسأل عن دور الاتحاد في حلها.
كثيرون تحدثوا عن تأخر صدور بعض المواد وانعكاس ذلك سلبياً على نفسية الطالب خاصة في كلية الآداب حيث تتأخر بعض المواد حتى نهاية الفصل الثاني ولهذا لايعطى الطالب فرصة لإعادة دراسة المادة في حال كان راسباً.
بينما تحدث آخرون عن الكيفية التي يتم فيها وضع البرامج الامتحانية وتأخر صدورها والتي تأتي في أغلب الأحيان غير مناسبة حتى للطلاب المستجدين ناهيك عن الطلاب الحاملين لمواد من سنوات أخرى والذين يضطرون أحياناً كثيرة إلى تقديم أكثر من مادة في يوم واحد.
والمشكلة الأخرى التي يعاني منها الطلاب خاصة في الكليات التطبيقية عدم كفاية الوقت لحل جميع الأسئلة واعتماد عدد من الدكاترة في وضع العلامة على الجواب الأخير لحل المسألة دون الأخذ بعين الاعتبار الخطوات الصحيحة التي اعتمدها الطالب في الحل الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض نسب النجاح وتدني العلامة. يقول الطلاب لا أحد ينكر أهمية الجواب الصحيح في الحل ولكن على دكتور المادة أن يراعي أجواء الامتحانات ومايرافقها من توتر الطلاب والسرعة أحياناً في استخدام الآلة الحاسبة التي تقود الطالب من دون قصد إلى جواب خطأ فلماذا لايتم وضع العلامة على أساس أن الطالب اتبع تسلسلاً صحيحاً في خطوات الحل معتمداً على تطبيق قوانين صحيحة والأمر الآخر نفسية المراقبين وجو التوتر الذي يشيعونه بين الطلبة من خلال التأخر في توزيع الأوراق الامتحانية وتذكيرهم دائماً بأن الوقت قارب على الانتهاء والقيام أحياناً بسحب الأوراق قبل نهاية الوقت المخصص للمادة.
والمشكلة الأخرى التي يعاني منها الطلبة هي التأخر في الاعلان عن القوائم التي تحدد المكان الذي سيقدمون امتحاناتهم فيه حيث إن الأمر يزداد سوءاً خاصة للطلاب الذين سيذهبون إلى أماكن بعيدة عن كلياتهم ومايرافق ذلك من تأخر عن الموعد المحدد وأحياناً حرمانهم من تقديم المادة دون أن يكون لهم أي ذنب في ذلك.
إضافة إلى مشكلات أخرى تتعلق بوضع القاعات وعدم وجود تدفئة.
..ما دوره داخل السكن الجامعي?
لم تقتصر معاناة الطلاب داخل كلياتهم بل امتدت لتصل ضمن سكنهم في المدينة الجامعية وجميع هؤلاء الطلبة وجهوا سؤالهم للاتحاد عن دوره داخل السكن الجامعي فبعضهم تحدث عن تأخر صدور قوائم السكن وإلى عدم حصول الكثيرين على سكن خاصة الطلاب القادمين من محافظات بعيدة كالرقة ودير الزور وانعكاس ذلك على متابعة دراستهم حيث إنهم يجدون صعوبة كبيرة في الاستئجار خارجاً نظرًا للارتفاع الكبير في أسعار إيجار البيوت فمعظمهم ينتمون لأسر فقيرة ومعيلة لأكثر من طالب فلماذا لاتتم مراعاة ظروفهم من قبل الإدارة والاتحاد والشيء الآخر الذي طرحه الطلاب وبحكم وجودهم داخل السكن هو أنهم يجدون ضمن وحداتهم غرفاً خالية تماماً وغرفاً أخرى يسكنها طالب واحد حيث إن بعض الطلاب المقتدرين يحلون على سكن لكنهم لايسكنون فيضيعون بذلك فرصة على طالب آخر هو بحاجة ماسة لتلك الغرفة والسؤال هنا أين دور مسؤول الوحدة ومديرها في متابعة أوضاع وحداتهم ومتابعة وضع كل طالب هل يسكن فعلاً أم لا وبالتالي أخذ غرفة كل من تخلف عن السكن وإعطاؤها لطلاب آخرين هم بحاجة لها.
واللافت في الأمر ماسمعناه على ألسن الكثيرين من الطلبة هو ظاهرة بيع الغرف داخل السكن حيث يصل سعر الغرفة إلى 35 ألف ليرة هذا الأمرنفاه وبشدة رئيس المكتب الإداري للاتحاد السيد بشار مطلق إلا أنه وأثناء حديثنا معه دخل إليه مجموعة من الطلبة فكانت مناسبة لطرح هذا الموضوع أمامهم, حيث إن بعضهم أكد الأمر حتى أنهم أعطوا أرقاماً لغرف بيت فوعد السيد مطلق متابعة هذا الأمر مع إدارة المدينة.
لم تكن معاناة الطلاب في الحصول على سكن مشكلتهم الوحيدة بل تحدث الكثيرون منهم عن واقع النظافة المزري داخل الوحدات السكنية حتى أن بعضهم أخذنا لنشاهد وبأم العين كيف تحولت المكتبة في الوحدة 15 إلى مكب للنفايات ويبقى سؤالهم أين الاتحاد وإدارة المدينة في ذلك وطلاب آخرون طرحوا مسألة الارتفاع الكبير في الأسعار داخل الأكشاك الموجودة ضمن حرم المدينة وخاصة الخضار والفواكه كذلك الأمر وضع المقاصف التابعة للمدينة وللكليات, فأين رقابة الاتحاد على الأكشاك والمقاصف التابعة لهم.
وكل ماطرحناه كان غيضاً من فيض لمشكلات يعاني منها طلبتنا وتنعكس سلباً على تحصيلهم العلمي.
جملة هذه التساؤلات توجهنا بها إلى السيد بشار مطلق رئىس المكتب الإداري في الاتحاد الذي تحدث إلينا قائلاً:
إن في كل كلية هيئات مكونة من 14 طالباً مهمتهم متابعة أوضاع الطالب ومعرفة مشكلاتهم والعمل على حلها ويتم اختيار هؤلاء الطلبة من الانتخابات من قبل الطلاب أنفسهم حيث يتم الإعلان عن ذلك مركزياً ونفتح باب الترشيح قبل 15 يوماً وعلى الطالب المتقدم أن يكون ناجحاً لأنه سابقاً كان يسمح للطالب الراسب بالترشيح ولكننا الآن نعمد إلى اختيار الطالب الناجح لأننا نريد كوادر جديدة وناجحة وقادرة على تحمل المسؤولية.
وفيما يتعلق بمناقشة البرامج الامتحانية يقول السيد مطلق إن الهيئات الإدارية تقوم بإعداد مشروع برنامج امتحان تتم مناقشته من قبل الطلاب وفي حال موافقة الطلاب عليه يتم تثبيته ولكن مايحصل أن عدداً كبيراً من الطلبة غير مهتمين فلا يحضرون مواعيد المناقشة ومن جهة أخرى فإن من المستحيل أن يرضي البرنامج جميع الطلبة وخاصة الحاملين لمقررات دراسية من سنوات أخرى والأمر الآخر أن هناك بعض الكليات لانثبت فيها البرنامج لأن قاعاتها مشتركة مع كليات أخرى كما أننا وفي بداية كل امتحان نطلب من الهيئات إيفاءنا بوضع القاعات من حيث التدفئة والنظافة وجاهزيتها بشكل كامل.
ويضيف السيد مطلق إن للاتحاد دوره وكلمته في مجلس الجامعة فأي قرار لاتتم الموافقة عليه من قبل الاتحاد لاتتم مناقشته في مجلس الجامعة كما أن هناك توجهاً من قبل رئيس الاتحاد لتفعيل دور الاتحاد من أجل أن يكون بين الطلبة لتعريفهم بالاتحاد وبدوره من خلال عقد الاجتماعات والقيام بجولات ميدانية ضمن الكليات, أي إنه في الأيام القادمة ستكون تغيرات جذرية في واقع الاتحاد ونظامه ليأخذ مكانة أكبر عند الطالب.
وعن دور الاتحاد داخل المدينة يقول السيد مطلق إننا نعمد إلى متابعة أوضاع الطالب ضمن سكنه من خلال تعيين مدير ومسؤول وحدة مهمتها إطلاعنا على مشكلات الطلاب. وبخصوص ارتفاع الأسعار فقد وجهنا انذارات وعقوبات بحق المخالفين كما أننا فسخنا عقود بعضهم وهذا الأمر يحتاج إلى متابعة دائمة أما بخصوص المقاصف فإن هناك لجنة مقاصف في رئاسة الجامعة مهمتها متابعة أوضاع المقاصف من حيث النظافة ونوعية الطعام المقدم والغلاء في التسعيرة ولكن مانعاني منه هو البطء في الرد والمعالجة.
وعن الأنشطة التي يقوم بها الاتحاد يقول السيد مطلق بأن هناك العديد من الفعاليات الفنية والشعرية والرياضية داخل سورية وخارجها كما أننا نعمد إلى عقد لقاءات بين الطلبة والمسؤولين حيث كان لنا لقاء مع رئيس مجلس الوزراء وآخر مع وزير الإعلام ولقاء مع بعض أعضاء القيادة القطرية ولقاء مع وئام وهاب وفي المدينة الجامعية هناك شهر ثقافي تتخلله عرض أفلام قصيرة- وقصص- وأمسيات شعرية وحفلات غنائية بالإضافة إلى معرض الكتاب والسينما- كما أننا نعمد إلى ترميم نادي باسل الأسد حيث خصص له مبلغ 10 ملايين ليرة سورية ليكون هناك ناد لطلابنا كما أن هناك مشروعاً لترميم الوحدة الأولى حيث رصد لها مبلغ 70 مليون ليرة.