في حين ظهرت بعض الأصوات ضعيفة هشة لا تضيف للشعر أو القصة إلا بعض المشاعر والتي وحدها خالية من الفنية لا تصنع شعراً وقصة.
تبدأ المجموعة (خنساء الحكمية) بعشرين قصيدة هي عموماً مشاعر متضاربة تتكرر فيها الفكرة أكثر من الحالات الشعرية, وفي قصيدة (لاتسلب من نبضي الطريق) ورد مقطع ماوجدت له حالة أو تفسيراً:
سأتم كعك الانسانية / من طحين قد يصير / أرشق وهم الممكن / وأجلسه على كرسي / من خشب الاستحالة /لا تتركني.. دعني ألثم ظل الانتصار.
أخطاء (خنساء) هي تكرار الأفعال, ما يقتل لديها الرتم الذي تبدؤه ثم يتلاشى بتفاصيل لا داعي لها...
أما غادة أبو عمار ومن خلال قصائدها امتلكت مفاتيح الدهشة من لغة وترابط وحالة فيض مشاعر, لا تملك أمامها إلا الإعجاب بشابة واثقة الأقلام, تقول بقصيدتها (لمن يغني الياسمين):
ثم أرتجل باسمك يا دمشق السفر / وفي ليالي غربتي أصغي لنداء الياسمين يسكبه /غيب عينيك في فضاء احترامي / فأصعد هذا الصليب إلى آخري / وأشهق في وحدتي *كيف أراك خلف دموع اغترابي أقرب.
وتبدأ بالقصة( بشرى البشوات) بخمس قصص, تميزت بالتفاصيل المملة رغم الحدث الجميل أحياناً كما في قصة (دفاتر المجانين) فهذه القصة أجمل ما كتبت (بشرى) لكنها كعادتها أضاعت الحدث بالإطالة المحشوة مثلاً:
(أزاح الفوضى التي أقامها بالمطرح, كنس الأرض, صفف شعره, بلله بقليل من الماء, سوى هندامه, انتقل حذاءه, شد أربطته بإحكام, مسح الحذاء بطرف كمه).
وحبذا لو أدخلت فكرتها بلغة أقوى وأحداث أهم من هذه التفاصيل ولسوزان الصعبي خمس قصص أيضاً استهلتها ب (أجنحة من خوف) قصة جميلة وهي وصف لحالة غيبوبة تتراوح بين الحذر والصحو, أما قصتها (فرحة غياب) فكانت عبارة عن مونولوج داخلي أو مذاكرات وفي أحسن الأحوال خاطرة, تقول فيها:
(لم تفهمي بعد ذلك الانطلاق الذي لم تحسيه إلا معه, نسيت الثنائية المحيطة به, سجنت في أتون معبق بلحظاتكما المميزة, كعاشقة تتمتمين :(بنبضة واحدة سنبدأ من جديد, ستنسين أن تعاتبيه على نسيانك, سينسى أنه كان قد نسيك, قد يقول إنه كان مشغولاً أو خجولاً, ستبكين سعادة وتهمسين :لا أعلم ما بي لكني لا أحبك).
واختتمت المجموعة كنانة العفاش بسبع قصص تميزت بالفكرة القوية التي ظهرت بمعظم القصص كقصة (الضوء) وهي امرأة فقدت ظلها ورحلة بحثها عنه.
أما القصة الأجمل فكانت (الجبل الذي لا يبكي) طرحت فيها قوتنا وضعفنا, سخريتنا التي قد تصل إلى الحد الذي نسخر فيه من أنفسنا وحالاتنا.
(بدأ الأمر كعادة بمزحة, كنت قد راهنت أصحابك في رحلة الصيد على أنك تستطيع اصطياد رأس القط وأنت مغمض العينين, ضحك الجميع من مزاحك الذي لا يعترف بمزاجية الوقت.
وفي غمرة ضحكهم أطلقت الرصاصة مغمض العينين صاح أحدهم: كيف فعلتها! الرصاصة بين عيني القط. دارت بك الأرض دورة عنيفة, كنت تريد الصراخ ملء فجيعتك بأنك كنت تمزح, لكن لسانك أكله القط قبل موته).
مجموعة (على حافة الضوء) بشرى البشوات, سوزان الصعبي, غادة أبو عمار, خنساء الحكمية, كنانة عفاش.
والتجربة كمجموعة قصصية - شعرية تجربة جديدة وجميلة, لكنّ مشروعاً كهذا أول ما يتطلبه مستوى واحد وفنية متباينة بين الأسماء المشاركة.