|
|
الإعاقة في السينما مشاكسات سينمائية وما يكتنزون من خبرة ومعرفة لما تمتاز به هذه الأدوار من صعوبة في إتقان الإعاقة وتبني آلية الأداء المُقنعة . ولكن أن يتم تصوير فيلم سينمائي وبطلته طفلة مصابة بمتلازمة داون حقيقة ، كما هو الحال في فيلم (عرائس السكر) الذي يتم تصويره حالياً ، فهو أمر يمنح المصداقية الأبعد ويعطي مُؤشرات إيجابية تنبئ عن سوية ما سيتم إنجازه ، لأن هذا الخيار بحد ذاته يحمل الكثير من الجرأة والمغامرة ، ولعل من أهم شروط النجاح هنا المقدرة على كتابة نص يتلاءم مع الحالة ويكون الأقرب إلى طرح مشكلاتها ومعاناتها ، لحظات فرحها وحزنها ، إضافة إلى المقدرة على إدارة الطفلة بشكل تظهر فيه على طبيعتها كما هي في الحياة (مع الأخذ بعين الاعتبار أنها ليست ممثلة أصلاً) وعندها يكون الفيلم قد قطع شوطاً هاماً نحو الهدف الذي يصبو إليه . وتبقى النتيجة النهائية لذلك كله مرهونة بعرض الفيلم حين إنجازه . وإن عدنا إلى السينما العالمية نستذكر عدة أفلام كان أبطالها مصابين بإعاقات مختلفة وليس فقط (متلازمة داون) التي كانت الأقل حظاً في الظهور عبر أفلام سينمائية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك الفيلم الفرنسي (اليوم الثامن) للمخرج (جياكوفان دورمايل) حيث عانى بطله من متلازمة داون ، وفيلم المخرج الإيراني مجيد مجيدي (لون الجنة) الذي استطاع بطله الطفل الأعمى حقيقة ذو الثمانية أعوام أن يبهر العالم بما قدم .. ولكن لدى الحديث عن الأفلام التي جسد ممثلون فيها دور الإعاقة نجد أنها تمحورت ضمن إطار التشوه الخلقي أو التخلف العقلي أو التوحد ، أو الإصابة بالشلل ، العرج ، الخرس ، الطرش ، العمى .. ولكن بقي تناول شخصية المصاب بمتلازمة داون أمراً يحتاج غالباً إلى مُصاب بها ليجسد الدور ويقنع به خاصة من ناحية الشكل .. ويبقى السؤال : إلى أي مدى يمكن أن يخدم ظهور هذه الحالات على الشاشة الكبيرة المصابين بها حقاً ؟.. وهل تغوص في عمق حالتهم وآلية دمجهم من المحيط أم تبقى على السطح ؟..
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
