تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(أسبوعي مع مارلين) .. ما وراء المرأة النجمة

سينما
الأثنين 2-4-2012
رنده القاسم

لا يمكن لأحد التخيّل أن مارلين مونرو، بكل ما يعنيه اسمها من نجومية ، كانت في الواقع امرأة مرتبكة تفتقد للكثير من الثقة ، وأن المرأة التي أوقعت في حبها الكثير من الرجال ، لم تكن لعوبا بقدر ما كانت تخشى من هجر الناس لها .

هكذا بدت مارلين في فيلم (أسبوعي مع مارلين- My Week with Marilyn) من إخراج سيمون كورتيس، اعتمادا على الفيلم الوثائقي (الأمير و فتاة الاستعراض و أنا) بقلم الكاتب البريطاني و صانع الأفلام كولين كلارك .‏

تدور الأحداث عام 1956 في كواليس فيلم (الأمير و فتاة الاستعراض) الذي جمع مارلين (ميشيل ويليامز) مع الكاتب والممثل والمخرج البريطاني لورانس أوليفير (كينيث براناغ) . أما كلارك (ايدي ريدماين) فكان شابا طموحا يسعى بكل قوة للدخول إلى عالم صناعة السينما، و كان الفيلم فرصته الأولى إذ عمل مساعد مخرج ثالث، غير أن مهمته تحولت إلى مرافق لمارلين في بريطانيا، بعد أن غادرها زوجها آرثر ميلير عائدا إلى وطنه أميركا،اثر مشادة بسبب كتابة اعتبرتها سخرية منها وندم على الارتباط بها .‏

مع بداية الفيلم ، و وسط الانبهار بقدوم مونرو، تظهر الممثلة الهوليودية الشهيرة مرتبكة و خائفة وسط الاستوديوهات البريطانية , ويزيد الطين بلة العلاقة المتوترة مع المخرج وبطل الفيلم لورانس ، و إصرارها على الحاجة لفهم الشخصية التي تؤديها بشكل أفضل، و كان الملجأ الدائم لها هو مدربتها باولا (زوي واناميكير) التي كان عملها يتجاوز التدريب على التمثيل إلى إغداق كلمات التشجيع و الحنان على مارلين لتستمر بالعمل . و لكن وراء الكواليس كان هناك أمور أعقد، فمارلين الممثلة النجمة امرأة يطمع الرجال بودها ، وأولهم لورانس الذي كان في أعماقه يحلم بأن يستعيد شبابه بها. و لم يكن الشاب كلارك بأكثر مناعة من الآخرين أمام سحرها، و إن كلفة الأمر خسارة علاقة على وشك الولادة مع الفتاة لوسي (ايما واتسون) مساعدة مسؤول الأزياء. ووسط إغوائها بدت مارلين امرأة تحمل توقا صادقا للحب الحقيقي ، و بدت في عينيها نظرات بريئة وحزينة تشي بكم الألم والإحباط الذي تحمله في أعماقها، و تبوح به بكلمات مبعثرة هنا و هناك عن طفولتها، وعن حرمانها من اهتمام كاف من الأم و من وجود أب لم تعرفه فاستعاضت عنه بصورة ابراهام لينكولن .‏

الفيلم ليس عن مارلين المرأة و النجمة بقدر ما هو عن مارلين الإنسانة المرتبكة والمبعثرة ، مارلين التي تعيش ألما و قلقا تختصرهما عبارتها لكلارك : (كل الناس يريدون أن يروا مارلين مونرو، و عندما يكتشفون أنني لست هي يهربون).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية