اكتست العاصمة المغربية الرباط حلة جديدة كما تفعل كل عام في هذه الفترة التي تتزامن مع تنظيم «موازين» أكبر مهرجان في المغرب. مهرجان «موازين» يحتفل هذا العام بمرور 12 سنة على انطلاقه، وبدأت عروض الدورة الحالية في الرابع والعشرين من أيار 2013 وامتدت حتى الأول من حزيران.
المعارضون التقليديون للمهرجان خففوا من حدة انتقادهم له هذا العام، رغم أن برمجة المهرجان ومستوى تنظيمه ونوعية الفنانين المدعوين لم تتغير. ويرى بعض المتتبعين أن السبب في ذلك قد يكون انشغال الإسلاميين، وهم على رأس قائمة المنتقدين للمهرجان، بالأزمة السياسية التي تواجهها الحكومة بقيادة حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي. وآخرون يفسرون ذلك بأن الأصوات المناهضة اقتنعت بأن المطالبة بإلغاء المهرجان الذي يرعاه الملك رسمياً لن تأتي بأي نتيجة.
يتزايد إقبال الشباب سنوياً على حفلات الفنانين العالميين الذين يشاركون في «موازين». ويرى البعض أن المهرجان عمل إلى حد ما على مواجهة «مد الإسلاميين» حيث اعتبر أحمد عصيد الكاتب والمثقف المغربي أن «موازين نجح في إضعاف نفوذ الإسلاميين لأنه كغيره من المهرجانات الموسيقية التي تروج لثقافة الانفتاح والمرح والبهجة، بينما يراهن الإسلاميون على خلق مناخ متوتر ومشحون ضد مظاهر الحداثة في السلوك والوعي لدى المغاربة.
وتحول «موازين» من مناسبة محلية إلى مهرجان عالمي معروف منذ بدأ في إدراج أسماء موسيقية عالمية ضمن برمجته.
ويثير «موازين» منذ انطلاقه جدلاً واسعاً في المغرب بسبب موازنته الضخمة وتكلفته المالية الكبيرة، بالإضافة إلى كون التيارات المحافظة تتهمه بأنه يسوق قيماً بعيدة عن «الهوية الثقافية المغربية»، وهو ما جعل النقاش في كل دورة يأخذ طابعاً إيديولوجياً وسياسياً يتعدى الإطار الفني.
***
تبادل الأجنحة في
بينالي البندقية وانفتاح ألماني على فنانين أجانب
بلدان يتبادلان جناحيهما الخاصين لتقديم معروضاتهما في سابقة لم يشهدها البينالي، فالمشاركة الألمانية ستقدم في الجناح الفرنسي. هل هذا مجرد دليل صداقة؟ وهل وصلت العولمة إلى الفن أيضاً، إذ يعرض فنانون أجانب في الجناح الألماني.
«جرمانيا» (وتعني ألمانيا باللغة الإيطالية)- منحوتة على الحجر في الجناح الألماني في بينالي البندقية. ولكن لأول مرة في تاريخ البينالي الطويل لن يضم هذا الجناح معروضات أبدعها فنانون من ألمانيا. فحيث كانت «جرمانيا» سابقاً، ستقف الآن «فرانسيا» - والعكس بالعكس. يأتي ذلك في الذكرى السنوية الخمسين لتوقيع معاهدة الاليزيه، التي دشّنت مرحلة الصداقة الألمانية-الفرنسية. وهنا سيتبادل البلدان جناحيهما. 28 دولة بنت أجنحة خاصة لها في غيارديني البندقية. وسيكون لكل بلد مرشح واحد أو أكثر يمثله في السباق للفوز بجائزة «الأسد الذهبي».
آخر مرة حصلت فيها ألمانيا على الجائزة الذهبية كانت في الدورة الماضية قبل عامين، بعمل فني لكريستوف شلينغنزيف. سوزانه غينزهايمر، مديرة متحف الفن الحديث في فرانكفورت، كانت حينها، كما هو الحال اليوم، المسؤولة عن اختيار الفنانين المشاركين. ومع تبادل الجناحين تثير هي وزميلتها كريستين ماسيل من مركز بومبيدو في باريس تساؤلات حول توزيع الفنانين بحسب البلدان. تقليد يرى الكثيرون بأنه عفا عليه الزمن..
***
ثلاثة كتب
من فيتنام: آثار الحرب وآلام الإنسان
نشرت صحيفة «الغارديان» في عددها يوم 23 أيار 2013 قراءة لأشهر ثلاثة كتب، هي روايتان وكتاب سردي لثلاثة كتاب فيتناميين، حملت اختلافاً في مضامينها. الرواية الأولى عنوانها «حزن الحرب» للكاتب «باو نينه» والرواية الثانية حملت عنوان »جنات الأعمى» للكاتب ديونغ تو هيونغ, أما الكتاب السردي فيحمل العنوان «فيتنام: نهوض التنين» ومؤلفه «بيل هايتون».
موضوع الكتاب الأول يسرد فيه «نينه» قصة الحرب، من خلال البطل، وهو جندي في الجيش الفيتنامي الشمالي، وما وقع له من الأحداث الدامية في هذه الحرب، والتي دارت رحاها بين القوات الفيتنامية والولايات المتحدة الأميركية، وتأثيرها على داخل فيتنام وخارجها، وكان الشاهد الأساس في هذه القصة صديق الكاتب «كيان» الذي يسرد أحداث القصة. من الجدير بالذكر أن المؤلف اشترك أيضاً في هذه الحرب، وكان من ضمن مجموعة من المقاتلين بلغ عددهم 500 فرداً، لم ينجُ منهم سوى 10 أفراد فقط. وكان كتابه هذا قد منع من قبل الحكومة بادئ الأمر، على الرغم من كونه حقق أفضل المبيعات له في فيتنام.
الكتاب الثاني رواية تسرد قصة ثلاث من النساء يصارعن من أجل النجاة من إحدى المجازر، التي قام بها النظام الحكم- الماوي- آنذاك في خمسينيات القرن الماضي. إحدى بطلات القصة امرأة تدعى «هانغ» تفرقت عائلتها وتشتت لتبقى هي مع والدتها وخالتها، وأُجبرت هذه الاسرة الناجية على مغادرة القرية لتعيش في أحد أحياء هانوي الفقيرة. لتستمر الأحداث حتى فترة الثمانينيات من القرن نفسه لتعمل في إحدى الشركات الروسية، مثلها مثل الألوف من الفيتناميين، بسبب الأزمة الاقتصادية المتردية التي تمر بها.
الكتاب الثالث للصحفي «بيل هايتون» والذي يعمل في ال «بي بي سي» يتكلم فيه عن الحرب وما وصلت إليه فيتنام المعاصرة، الآن، من تغيرات حاصلة نتيجة الانفتاح السياسي والتغيرات السياسية. وقد كشف هذا الكتاب عن الكثير من الحقائق التي سبق للصحفي أن اثارها هناك والتي طرد على إثرها من فيتنام، في أعقاب تغطيته لبعض الأحداث عن المتمردين ولكن كل هذا الأمر لم يثبط حماسته مقابل نهضة هذا البلد وتطوره.